في مقطع فيديو نشر في اليوتيوب وصل عدد مشاهديه تقريبا إلى المليونين قدم الفنان الإنسان العصامي المتألق المتواضع الكريم فايز المالكي سيارة بنتلي فاخرة تصل قيمتها إلى 800 ألف ريال إلى الناشئ يوسف الأنصاري البالغ من العمر 15عاما والذي فقد والديه وأختيه في حادث مروري مؤسف وجد نفسه يوسف بدون عائلة فقام الشهم فايز بزيارته ومواساته وتقديم هذه السيارة الفخمة بكل كرم وأريحية. وهنا فايز يسجل موقفاً إنسانيا ليس بغريب على مواطني هذا البلد الكريم في تحابهم وتآلفهم وتوادهم فهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له بقية الأجزاء بالسهر والحمى.كما أن المواطن السعودي متفاعل مع ما يحدث في العالم مبادر لدعم إخوانه العرب والمسلمين فيما يمرون به من محن ومشكلات .واللافت في تصرف فايز أمور أهمها ضخامة المبلغ المقدم ليوسف في ظل زمن نرى فيه الجشع والبخل من البعض ليس بعشرة آلاف أو ألف ريال وإنما بعشرة ريالات حيث ترى من يملك العقارات والمصانع والشركات ومع ذلك له نفس مريضة موغلة بحب الدنيا ومحروم من إسعاد الآخرين أو فك الكربات ومساعدة المحتاجين رغم مايحمله ديننا العظيم من توجيهات واضحة للإنفاق والبذل والعطاء لمختلف أفراد المجتمع المعوزين .والأمر الثاني أن فايز نفسه ليس من أرباب الملايين ولا يملك مثل تلك البنايات الزجاجية الفخمة المتعددة الأدوار في مختلف مدن المملكة ولا تلك الأراضي الشاسعة ولا تلك الأسواق الكبرى ولا تلك الأرصدة المتخمة بالمال وإنما هو فنان يعيش على مايقدمه من جهد وفي إطار شركة إنتاجية يذهب بعض ما يتقاضاه لمن يعمل معه في الإنتاج ولكن عينه مليئة بالحب والعطاء وكريم النفس وثقته بالله كبيرة جعله لا يفكر بضخامة المبلغ وإمكانية استثماره وعودة ريعه له شخصياً، وإنما بهذا اليتيم الذي اسودت الدنيا بعينه وفقد أغلى الناس عنده فسخر الله عز وجل فايز المالكي ليقوم بهذا العمل. والمؤلم في هذا الأمر هو استمرار نزيف الدماء على الأسفلت والقتل في شوارعنا وأتوقع أن السبب في ذلك هي تلك الشاحنات التي تقصم الأرواح دون رقيب أو حسيب وغير ذلك من أسباب الحوادث المرورية التي لا نقوم بجهد يماثل ضخامة المأساة .وأتمنى من اتحاد كرة القدم من واقع مسؤوليته الوطنية أن تخصص إحدى المباريات الجماهيرية تحليلا ونقلا ومشاهدة لحدث فايز ويوسف ويتم تكريم فايز على موقفه الإنساني والاستفادة من الحدث في رفع معنويات اليتيم والتحذير من الحوادث المرورية وخطر استمرار نزيف الدماء على الأسفلت.