مازال البعض في وطني الحبيب من ينظرون للرياضة بشكل عام ولكرة القدم على جه الخصوص على أنها مجرد "طابة"، بمعنى أن النظرة للعبة التي تحولت إلى صناعة لم تتجاوز رؤية جلد منفوخ يركض خلفه 22 رجلاً يدير لعبتهم ثلاثة حكام، وبسبب "فكر الطابة" تخلفت الرياضة في بلادنا عن الركب فسبقتنا دول أقل منا في الإمكانات حصلت على بطولات وألقاب للأندية والمنتخبات لأنهم أدركوا أن كرة القدم "ليست مجرد طابة". "ليست مجرد طابة" أقولها للمسؤول المالي الذي يستكثر الإنفاق على الرياضة، فيبخل على الوطن بملاعب تليق بأغنى دولة بالعالم، فعلى سبيل المثال لا الحصر يمثل ملعب "محمد بن زايد" بنادي الجزيرة الإماراتي تحفة معمارية تصرف على نفسها من خلال برجين ملاصقين للملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج كلف مائتي مليون درهم، ووطني قادر بأربعة مليارات أن يبني عشرين ملعباً مشابهاً تكفي لإحداث نقلة نوعية في كرة القدم السعودية، خصوصاً إذا علمنا أن الدولة أيدها الله أمرت بمنح النشاط الرياضي المدرسي ثمانية مليارات ريال في ميزانية هذا العام فقط. "ليست مجرد طابة" أقولها للمسؤول الرياضي الذي ينظر لعمله في هذا القطاع الهام على أنه وظيفة مثل غيرها من الوظائف الإدارية أو المالية، بينما الواقع يقول إن "الحس والشغف" يمثلان الركيزتين الأساسيتين للعمل في هذا المجال، فالحس الرياضي مطلب أساسي لاتخاذ القرارات الصحيحة التي تمثل العمود الفقري في العمل، إذ يستحيل على من لا يملك ذلك الحس أن يعلم متطلبات المنتخبات والأندية واللاعبين وجميع الأطراف التي تتأثر بهم وتؤثر عليهم، كما أن الشغف بالرياضة هو الوقود الحقيقي للعمل الجاد الذي لا يرتبط بالزمان والمكان، بل بمتطلبات اللعبة والسعي لتطويرها. تغريدة tweet: يخيب أملي كلما قال مسؤول رياضي إنه لا يذهب للملاعب إلا مجبراً لحضور مباراة نهائية برعاية سامية، ولا أدري كيف ستتطور بيئتنا الرياضية إذا لم يعش المسؤول معاناة المنتخب والنادي واللاعب والمشجع وغيرهم. كما يتضاعف حزني حين ينكر شخص فاضل أي علاقة في الماضي أو الحاضر بالرياضة، وكأن الرياضة وصمة عار في جبين من يرتبط بها، يقيني أن رياضتنا لن تتطور حتى تتغير نظرتنا للرياضة .. وعلى منصات الوعي نلتقي،،،