|




د. محمد باجنيد
المطاعم والمطافئ
2013-09-13

أكتب اليوم عن الدفاع المدني.. هذا الجهاز الذي يظن أكثرنا أن عمله لا يتعدى (إطفاء الحرائق).. حتى بات يسمى (عرفاً) بـ (المطافئ). والأسباب التي تدعوني بل و(تستفزني) للكتابة عن هذا الجهاز الهام لا يجهلها أحد.. أخطاء متكررة، وخسائر كبيرة لم تقتصر على الممتلكات المادية ولكنها لطالما حصدت من أرواح البشر. حدوث الحرائق أمر محتمل حتى في أكثر الدول تقدماً، ولكن مكافحتها أو التقليل من آثارها، وقبل ذلك توفير وسائل الوقاية من وقوعها؛ كل ذلك يبدو جلياً.. واضحاً.. مبهراً في قائمة عريضة من دول العالم، ليست كلها تقع في الجانب الغربي من الكرة الأرضية، بل منها ما يحل قريباً منا، وقد قدمت الكثير لتطوير قدراتها في هذا الشأن، ومن المعيب أن نكون متخلفين عنهم ونرضى أن نكون في المؤخرة رغم كل الإمكانات الضخمة التي نملكها. الحرائق قد تندلع في المطاعم فتظهر سيارات الإطفاء بـ (صافراتها) المرتفعة تدعو كل من في الشارع للإفساح لها لتصل لمكان الحريق بسرعة قبل أن تزداد الخسائر.. ولكنهم يصلون متأخرين، فيما تتعاظم قدرات المطاعم في تلبية طلبات منسوبي المطافئ من المأكولات والمشروبات مثلهم مثل غيرهم من الجهات التي لا تستغني عن الطعام والشراب أثناء الدوام.. وها أنا أسلط الضوء عليها هنا وأدعو المسؤولين عن الدفاع المدني بالاستفادة منها في الوصول السريع إلى أماكن الحريق. والحقيقة تقول إن الدفاع المدني هو (عود من طرف حزمة مؤسسات عامة كثيرة) تحتاج إلى تقييم وإعادة تقويم، وربما (هندرة).. فالترميم قد لا يفيد، وحقيقة أخرى تقول إننا نملك كماً هائلاً من حملة الشهادات العليا.. نسبة كبيرة من هؤلاء تلقوا تعليمهم في أرقى الجامعات الغربية. إنها حصيلة عشرات السنين ظل فيها (أبناؤنا في الخارج) يتعلمون ويتفوقون.. وما زالوا يذهبون أفواجاً بعد أن كانوا فرادى.. ولكن لماذا لا نلمح تغييراً وحلاً لمشاكلنا، ونحن نملك من الإمكانات الشيء الكثير؟.. المطاعم والمطافئ.. مقالة للتأمل أو للسخرية ـ إن شئتم ـ متى ما توصلتم إلى طريقة مثلى في التجاوب السريع لمواقع الحريق والتقليل من أخطاره.