|


سعد المهدي
الحرب على المنتخب هكذا تبدأ
2013-09-15

قائمة المنتخب على مدى عقود لم تكن يوماً موضع اتفاق تام حتى وهذه القائمة تحقق أهم الإنجازات وهو أمر طبيعي إذ لا يوجد في كرة القدم كلعبة أو كلاعبين شيء مطلق بل نسبي تتفاوت فيه التقديرات وتختلف الأذواق وتتحكم ظروف خاصة في الميول. في الأسبوع الماضي طرحت في هذه الزاوية رأياً حول تشكيلة المنتخب وما يردده البعض في أمر التدخل في إدخال أسماء للقائمة أو إبعادها وقلت إنني لا أظن أن هذا الأمر يحدث الآن أو حتى منذ عقد مضى وأغلب الظن أنه كان يتم في مراحل متقدمة جداً، وأن مثل ذلك كان أيضاً يحدث على مستوى الأندية. الأهم أنني سأظل أؤكد أن كل الذين تم اختيارهم من قبل قدموا ما عليهم أو حاولوا ولم ينجحوا وأنه لا يمكن اصطفاء مرحلة وتخوين أو حتى التهوين من شأن مرحلة أخرى لمجرد الكلام أو لما يمكن أن يكون وراء هذا الكلام. لقد لعب المنتخب السعودي منذ الستينيات بأفضل ما لديه من لاعبين في الأندية وإذا كان هناك أسماء كانت تستحق ولم يشملها الاختيار فلا يعني أن المنتخب خسر فرصة ترجيح كفته بل قد يكون اللاعب ذاته خسر فرصة أن ينال هذا الشرف، ولو أمكن معرفة لماذا حدث ذلك لتكشفت لنا أمور قد لا تكون في صالح اللاعب أكثر من أن تدين جهة الاختيار. لعل فرص الاختيار في الماضي مقصورة في أسماء ضيقة بحكم عدد مباريات الموسم وصعوبة تبادل المعلومات حول من يمكن أن يبرز من غير الأسماء المعروفة وكان توسع الاختيار فرصة تتيح المفاضلة والتدقيق إلا أنه لا يخلو من جلب الحيرة والتوهان كما كانت قائمة المنتخب في العقود الماضية أيضا تخلو من أسماء تستحق أن تشارك لكن لا أحد وقتها يستطيع أن يجعل الصوت مسموعاً والاحتجاج مؤثراً، غير أن الأهم أن هناك قناعة أن إمكانية إحداث الإضافة والتغيير يعول فيها على الأسماء المشهورة الذي تم اختيارها لا المغمورة أو الجديدة. المراقب لمن يتحدثون الآن عن تشكيلة المنتخب عند إعلانها تصيبه الحيرة فهو يقرأ ويسمع آراء متضادة ومتضاربة لا يمكن أن توصله إلى فهم ما وراء ذلك ولا حتى ما يظنونه حقيقة، فقد تقرأ أن ضم خمسة أو أكثر من نادٍ معين إنما هو مجاملة أو في إطار التحضير لصالح ناديهم على حساب المنتخب، فيما تقرأ في المقلب الآخر أن هذا الاختيار جاء من باب كسر النادي من خلال تعريض لاعبيه للإجهاد والإصابات أو هز استقرارهم وانسجامهم مع بقية زملائهم في النادي. لم يعد اختيار أي لاعب لتشكيلة المنتخب أمراً يبعث على ارتياح كل الأطراف وذلك بسبب أن اللاعب ينتقل إلى المربع الذي تستباح فيه قيمته الفنية أو حتى الاعتبارية دون أن يجد ذات الغطاء الآمن الذي كان يتمتع به وهو في ناديه، كما أن لاعب المنتخب أيضاً يصبح صيداً سهلاً لتصفية الحسابات معه من الأطراف المختلفة من إعلام وجماهير وأخرى بحجة أنه يمثل الوطن وأصبح ملكية عامة.