|


خالد بن عبدالله النويصر
شئنا أم أبينا هذا هو الحل
2013-09-18

نمارس الركض خلف المستديرة بالطرق العشوائية والبدائية، ونعلم أننا نسير في الطريق الخاطئ ولكننا لازلنا نواصل الركض ونبحث عن أقرب وأسرع الطرق التي تؤدي إلى تحقيق الانتصارات والنتائج المؤقتة حتى لو صرفنا الملايين مضاعفة عشرات المرات أو أكثر. ـ اهتمامنا بلاعبي كرة القدم يبدأ من سن الرابعة عشر وهذا العمر يعتبر متأخراً، حيث إن العمر المناسب لبداية ممارسة كرة القدم في سن الثامنة وتسمى هذه المرحلة (مرحلة التأسيس) والكل يعلم داخل أسوار الأندية أن هذا هو الطريق الصحيح للعمل الاحترافي ولكننا نغمض أعيننا ونستمر في التخبط. ـ رؤساء الأندية تركيزهم منصب على الفريق الأول لكرة القدم للبحث عن بطولات وإنجازات تسجل لهم دون النظر أو التفكير في مستقبل النادي أو في مستقبل كرة القدم السعودية ولسان حالهم يقول (الجمهور والإعلام لا يرحم والأضواء والفلاشات بعد زينة) وهذا السبب الرئيسي في إخفاق كرة القدم السعودية وعدم تطورها. ـ انتقلنا من مرحلة الهواية إلى الاحتراف دون أن يكون لدينا بنية تحتية ولا بيئة ملاعب مناسبة ولا فكر إداري مهيأ للاحتراف بالإضافة إلى أن اللاعب يعتقد أن الاحتراف هو توقيع عقد مع النادي وزيادة في الراتب، واستمر هذا الوضع لعدة سنوات واستيقظنا من سباتنا العميق باللوائح والأنظمة التي فرضها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وأصبحنا نسابق الزمن لتطبيق اللوائح والأنظمة القارية والدولية ونجحنا من خلال رابطة المحترفين أن نرمم ما يمكن ترميمه. ـ المشكلة التي نعاني منها أننا طبقنا احترافاً ناقصاً (لاعب محترف بفكر هاوي + إداري هاوي + مدرب محترف + نظام هواة + رواتب وعقود عالية + رئيس يعمل من أجل اليوم فقط)، ولهذا تفوق علينا من يعمل بنظام الهواة على مستوى المنتخبات مثل الأردن وعمان، وابتعدت عنا اليابان وكوريا بمراحل عديدة لأنهم طبقوا الاحتراف الحقيقي، ولهذا سبقونا ونحن بقينا بين الهواية والاحتراف. ـ وأصبحنا لا نجاري الكثير من المنتخبات على المستوى القاري والدولي لأن اللاعب السعودي غير مؤسس بشكل صحيح ويفتقد لأساسيات كرة القدم ولا يفرق بين المباريات الدولية والمباريات المحلية لأن فكره الاحترافي ناقص ولهذا فإن المسؤولية تقع على الأندية لأنها هي المنبع الرئيسي للمنتخبات الوطنية. ـ يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم بأن يبحث عن حل لإجبار الأندية على الاهتمام بالمراحل السنية، وأن يكون لكل ناد من أندية دوري جميل أكاديمية أو مدرسة لكرة القدم وإلا سنبقى ندور في حلقة مفرغة لأننا شئنا أم أبينا طال الزمن أم قصر هذا هو الطريق للوصول للنهوض بكرة القدم السعودية ومقارعة المنتخبات القارية الكبيرة.