يمثل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تاريخاً مهماً لكل منتم للأمتين الإسلامية والعربية والدول المحبة والصديقة، لأنها دولة وضعت لنفسها مكانة وثقة لدى العالم من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومواقفها الدبلوماسية واعتدالها، وهو ما تحقق منذ عهد والدنا باني هذا المجد الشامخ الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه ومن بعده أبنائه وصولاً إلى عهد ملك الإنسانية والإصلاح والتنمية البشرية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. واليوم عندما نحتفل بهذا اليوم المجيد في حياتنا نستحضر كل القيم الأصيلة والمفاهيم والتضحيات التي صاحبت بناء هذا الكيان الشامخ وحاجة أبنائنا إلى الانتماء وإلى العودة إلى غرس القيم والمعايير التي استقرت في وجدان مجتمعنا والتي تعرضت لتغييرات اقتصادية واجتماعية مما أضعف الاقتناع بها، فأصابها الاضطراب، وأصبحت غير قادرة على توجيه السلوك الاجتماعي ، فانتشرت ألوان من السلوكيات المفككة الضارة بتمسك المجتمع ، فأضعف الانتماء وصاحب ذلك لامبالاة ، وضعف الإنتاجية وتفشي النهم الاستهلاكي إلى جانب مظاهر التطرف، كما تغيرت بيئة الإنسان السعودي ، وانحراف لدى الكثير من أصولها ووضحت أعراضها في ضعف الشعور بالآخرين وازدواجية السلوك بين الولاء للذات والولاء للمجتمع ، واليوم الوطني فرصة لكل من يتواصل مع المواطن كالمسؤول في وزارته أو الموظف في مكتبه بإخلاص النية والجد والاجتهاد في تحسين وتطوير عمله بما يجعله مقبولاً وميسرا على المواطنين وأن يكون قدوة حسنة في التعامل معه بالصدق وإظهار الأمانة في إنجاز المعاملات وفي المجال الرياضي الكاتب والناقد والحكم والإداري والمنظم بالبعد عن التعصب الأعمى وحب ألوان الأندية للعودة للتشجيع المثالي ورجل الأمن في حسن التعامل وغرس الثقة فيما بينه والمواطن ومن يعمل في مجال التربية والتعليم وبالذات المعلم والمعلمة أن يتم الحرص على تنمية الوعي بما هو كان ، وما يجب أن يكون ، بل عليهم أن يتجاوزوا حدود التوعية إلى التأكيد على المفاهيم والقيم الأصيلة والمرغوبة والتي تسهم في بناء شخصيات الطلاب وتقوي ارتباطهم بمجتمعهم وذلك من خلال إعادة صياغة برامجها وأنشطتها وما تقدمه لهم من نتائج الخبرات المختلفة في ضوء المتغيرات المجتمعية المحلية والعالمية وسمات العصر مما يدعم ويقوي مكانة الفرد في مجتمعه ويسهم في تنمية المجتمع بين المجتمع وبين المجتمعات الأخرى ، والتي تحدد بدورها نوعية الأفكار والمعتقدات والمفاهيم التي يكتسبها الطلاب، باعتبارها ذات تأثير هام على اتجاههم ومعلوماتهم وطريقة تفكيرهم وتكوين مستقبلهم .وتعتبر الأنشطة المدرسية داخل وخارج المدرسة من البرامج التي تسهم بدور فاعل في ترجمة المفاهيم المجردة من خلال التدريب والممارسات المختلفة إلى سلوكيات وأداءات حياتية لذلك من الضروري جداً تدعيم الأنشطة المدرسية والاهتمام بها بدءًا من توفير المكان الملائم من مبان وتجهيزات تتلاءم مع إعداد الطلاب وأعمارهم ونوعية الأنشطة المختلفة باختلاف مجالها سواء ذهنية أو بدنية، نريد وطنية صادقة بقيم أصيلة في مجتمع ينظر له بأنه القدوة .. والله الموفق.