حين دخلت أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم مطلع العام2001 سألت الأمير الطيب النقي "سلطان بن فهد": لماذا لا تنظم السعودية كأس أمم آسيا وهي الأكثر حين ذاك فوزاً باللقب والأميز على مستوى المنتخبات والأندية؟ فرد فوراً: "ليش لا"؟، ومنذ ذلك الحين ومشروع الاستضافة يدور في حلقة مفرغة ولا يخرج منها إلى حيّز التنفيذ، فنظمت الصين وماليزيا واندونيسيا وفيتنام وتايلند وقطر ونحن مكتفون بدور المشارك في اللعب لا المنافس على التنظيم، حتى خرجنا من تلك الحلقة المفرغة وأبدينا الرغبة في التنظيم فقفز الاتحاد الآسيوي مرحباً، وكأنه يقول: أهلاً بكم، أين كنتم؟ فنقتنع وإياه بالحكمة التي تقول: أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.
العجيب أن البطولة التي كانت تمنح للدولة أو الدول المنظمة مع قبلة على الجبين، أصبحت مجال منافسة حين رغبت في تنظيمها السعودية، فتقدمت عشرة اتحادات أخرى للتنظيم انسحب البعض منها ولن يتأهل البعض الآخر، وستبقى المنافسة بين السعودية والإمارات هي الأكثر جديّة مع عدم إلغاء الاحتمالات الأخرى، ويبقى السؤال الأهم: هل نرغب فعلاً في التنظيم؟
إذا كانت الإجابة: نعم – وأحسبها كذلك – فإن على قطاعات الدولة المعنية أن تعمل معاً لتحقيق الهدف الذي يصب في صالح الرياضة السعودية وشباب الوطن، لأن بطولة بهذا الحجم ستترك إرثاً إيجابيا تتوارثه الأجيال في المنشآت والخبرات والسمعة وغيرها، وذلك لن يتحقق وبيننا من يضع العصا في العجلة ليعطلها بأوهام واستنتاجات سلبية حول قدرتنا على التنظيم متناسياً – هذا البعض – أن السعودية نجحت في تنظيم كأس القارات ثلاث مرات وكأس العالم للشباب قبل ربع قرن من الزمان.
تغريدة tweet:
تحدثت كثيراً عن العلاقة بين الوفاء والولاء، وسأكرر الحديث لأنهما توأمان لا يمكن فصلهما، فلا تطلب الولاء من شخص إذا لم تكن وفياً معه، حين أشاهد مباراة أوروبية وتأتي الكاميرا على عجوز في المنصة ويخبرنا المعلق أنه أحد نجوم الفريق في الماضي أعرف أحد أسباب تقدمهم، وحين أسمع بإهمالنا لنجوم ورجال خدموا الرياضة السعودية على مستوى الأندية أو الهيئات أعرف أحد أسباب تخلفنا، وأقول لصانع القرار: إن الوفاء يخلق الولاء، وحين تكون وفياً مع المغادرين ستجد الوفاء حين تغادر .. وعلى منصات الوفاء والولاء نلتقي..