|


د. محمد باجنيد
خالد الراجحي.. (جسر من ضوء)
2013-10-04

لا شيء يضيئ الحياة ويملأ النفس بالأنس مثل العلم.. ولذلك تمد له الجسور.. إنها جسور من نور.. هكذا يقول صاحبنا (الجسور) الدكتور خالد ولد سليمان الراجحي.. أقول ذلك لتدركوا عمن أتكلم.. نعم إنني أحدثكم عن ابن أحد أشهر رجال الأعمال في البلد إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق..

أقدمه في هذه المساحة ليس كعلامة تجارية مميزة بل كعلامة فكرية مميزة.. تكشف عنها تجربة عملية وعلمية مميزة تبلورت بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في علوم الإدارة الصناعية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1986م. ثم تكليفه - بعدها - بالعمل في إدارة المبيعات لشركة الراجحي للصناعة والتجارة في شهر مايو من نفس العام، حتى يوليو1987م. قبل أن يصبح مديراً عاماً للمبيعات في شركة سليمان العبد العزيز الراجحي وأولاده (دواجن الوطنية) حتى يونيو 1988م، قبل أن تزداد طموحاً بتفرغه للدراسة وحصوله على درجة الماجستير في العلوم الإدارية من معهد (هالت) العالمي للعلوم التجارية العالمية التابع لكلية (بوستون) بالولايات المتحدة الأمريكية، كان ذلك في عام 1989م. ليتم تعيينه وفي نفس العام نائباً للمدير العام للتسويق والمبيعات في الشركة (دواجن الوطنية) واستمر في هذه الوظيفة حتى يناير 1991م. أصبح بعدها الرئيس التنفيذي للشركة حتى ابريل من عام 2010م.. وخلال تلك الفترة الطويلة من عمله كرئيس تنفيذي للشركة واصل خالد الراجحي دراساته العليا ليحصل في عام 2008م على درجة الدكتوراه في حقل إدارة الأعمال، متخصصاً في التجارة العالمية، وذلك من كلية العلوم الإدارية بجامعة (قلاسقو) ببريطانيا.

ولكي نقف على حقيقة تلك التجربة الكبيرة في حياة الدكتور خالد الراجحي وتتضح لنا ملامحها لا بد من الاطلاع على تلك القائمة الطويلة من اللجان التي شارك فيها وما يزال والتي انبثقت من العمل في القطاع الخاص والحكومي والعمل الخيري وخدمة المجتمع.. حيث بلغ مجموع تلك اللجان خمساً وعشرين. وعلى الرغم من كل هذه الارتباطات العملية والاجتماعية إلا أن للدكتور خالد الراجحي إسهامات ومشاركات علمية من خلال تقديمه للمحاضرات وحضور المؤتمرات والندوات العلمية. ذلك جانب من حكايته الجميلة الثرية.. أما الجانب الذي يشدني اليوم في شخصية صاحبي الذي تثيرني انسانيته وبساطته وطموحه فقد كشف عنه كتابه (جسر من ضوء) الذي حقق رواجاً كبيراً في سوق الكتاب، وكتاب "تحويل الفكرة إلى فرصة" الذي كشف فيه عن الطريق الذي يصنع ذلك الإنسان المتميز. ولا شك أنه بهذا الظهور الملفت في مجال الكتابة والتأليف يهزمني في ميدان أحبه كثيراً ويرد على تفوقي عليه في الكرة - يوم كنا نلعبها في قلاسقو- وشتان ما بين هذا وذاك..

بهذه التجربة المتنوعة يبدي الدكتور خالد الراجحي استيعاباً أكبر لإمكاناته لتنعكس على إسهاماته في السوق وعلى منابر العلم.. هذه الشخصية المتميزة تأتي اليوم لتدلنا جميعاً على الطريق الذي يصنع ذلك الإنسان المتميز.. الدكتور خالد الراجحي.. رجل الأعمال والأكاديمي والإنسان.. إنه بحق "مجموعة إنسان". لا تمسكوا الخشب – فليس له علاقة بطرد العين – فقط أذكروا الله الواحد الأحد.