|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
أحضروا رونالدينيو
2013-11-01

رونالدينيو يقترب من ارتداء قميص الأهلي.. عنوان لافت لصحيفة (النادي) ظهر في أحد أعدادها قبل أكثر من ثلاث سنوات.. أستعيده اليوم بلا عجب.. لأن العجب الذي كان يفعله (الساحر) البرازيلي هو من يحضره لتقفز في مخيلتي صورته وهو يضحك بجنون طرباً بأحد أهدافه. رؤية رونالدينيو على تلك الهيئة تأخذك إلى عالم مثير تصبح فيه كرة القدم (على كيفك).. وتنتشر رائحة القهوة (البرازيلية).. إنها أجواء خاصة.. ويا سيدي (على كيفك). في برشلونة التي زرتها قبل سبع سنوات تقريباً كانت صور رونالدينيو تملأ النادي (الكاتلوني).. وكان ولدي إبراهيم وقتها في الثالثة عشرة، وكان تواقاً لالتقاط صورة معه. ولكن لم يكن بالإمكان أن نراه حقيقة.. كل ما استطاع إبراهيم أن يحصل عليه كان صورة مع صورة بالحجم الحقيقي موضوعة على حامل في أرضية الملعب. وفي الطرقات حيث (الأكشاك) الممتدة في منطقة السوق كان رونالدينيو آخر يتسول بشعر طويل وأسنان بارزة وبشرة سمراء.. شخصية هزلية لهذا الشهير المثير تقتات كغيرها من الشخصيات بالحركات والتمثيل.. تلك ـ إذاً ـ صورة أخرى لإبراهيم مع رونالدينيو (مزيف). لم ينته رونالدينيو.. ما يزال في الثالثة والثلاثين.. ولو أتى إلينا فسيكون فاكهة دوري (جميل).. وسنتذكر معه أيام (ريفالينو) الذي لعب للهلال وقدم لنا أهدافاً وتمريرات لا تنسى. من يتهمونه بالاستعراض ويطالبونه بالقيام بأدوار دفاعية.. هم من يقتلون المتعة التي يصنعها بكل حواسه.. ويحدون من تجلياته، وهو أفضل من ينقل الكرة المرتدة ويقدم تمريرة الهدف بـ (باص عيون).. يوم كان صغيراً كان أكثر حركة ويجيد الضغط على المدافعين عندما يفقد الفريق الكرة.. كان يقوم بهذا الدور ليخدم الفريق هجومياً بالبناء السريع للهجمة من ملعب الخصم.. كان يفعل ذلك دون وصاية من المدرب.. أما اليوم فهو يوفر جهده لأداء الشق الهجومي بنسق متطور يشوبه قليل من البطء. لو جاء رونالدينيو الحقيقي ـ بشحمه ولحمه و(أسنانه البارزة) وشعره (الغجري المجنون) ـ فسنكون أمام مرحلة متقدمة في التدريب والاستثمار والتسويق.. لو حل رونالدينيو في الأهلي أو في أي ناد آخر من الأندية الكبيرة.. فسيكون حجم الاستفادة كبيراً بتلك المتعة التي سيقدمها للجمهور.. إضافة إلى تلك الاستفادة الكبرى على مستوى التدريب للفئات السنية، بل وتخيلوا حجم الاستثمار على مستوى الإعلانات التجارية وتسويق المنتجات الرياضية .. إن أحضر الأهلي أو غيره رونالدينيو فسيغطي تكاليف عقده الذي لن يكون مبالغاً فيه اليوم.. المهم أن يتم الاستثمار في اللاعب بطريقة احترافية.. نعم ما زلنا نجهل الكثير في قضايا الاستثمار الرياضي ونحتاج للتعرف على أفضل النماذج العالمية ومحاكاتها.. وبعيداً عن كل تلك المكاسب الاستثمارية في اللاعب يكفي أن نشاهده ونستمتع بجنونه الكروي.. أجزم أنه سيعيد الجماهير إلى الملاعب وبكل تأكيد ستروني بينهم.