الله .. الله .. الله .. ما أجمل ذلك المقال وأروعه، وأنا أقرأه أحسست بنشوة غير عادية، وارتفعت لأقصى درجات "سُكر" البيان. فمقال أستاذنا القدير سعد المهدي الأسبوع الماضي لم يكن عادياً بل كان مختلفاً في كل شيء. ربط في مقاله :"خمرة تويتر الحلال والحرام" بين متعاطي "تويتر" ومتعاطي الخمر بشكل جميل لا يفكر فيه إلا من يملك أفقاً واسعاً وإبداعاً استثنائياً. استفزني المقال لمحاكاته بشكل لم يحدث مع مقال آخر من قبل، فقررت أن أكتب هذه المرة عن تعاط جديد يُذهب العقل حتى وإن لم يكن مُسكرا ولا مُخدرا ولا مُفترا. فمن تنحسر عنهم الأضواء لسنوات ثم يستضافون في لقاء صحفي عابر أو تلفزيوني خاطف يصابون بحالة من فقدان العقل تجعلهم يتجاوزون كل الخطوط الحمراء والصفراء والبنفسجية، فيطلقون العنان للمخمور الذي في داخلهم دون مراعاة للذوق العام، ولا لأبسط حدود اللباقة وأدب الحوار. وسطنا الرياضي والإعلامي ـ مع الأسف ـ مليء بالأمثلة والشواهد على تأثير الأضواء على العقل، خصوصا إذا ما كان متعاطي الأضواء قد انقطع عن تعاطيها لمدة طويلة. لن أعود للوراء كثيرا، بل سأكتفي بما حدث خلال الأيام القليلة الماضية والتي كانت حُبلى باللقاءات الممزوجة بالهلوسة والهذيان مما جعلنا نحمد الله أنهم سيعودون للظل بمجرد هدوء الزوبعة التي أثاروها. من اللقاءات التي أثارت ضجة في الوسط الرياضي لقاء مع رئيس ناد سابق انطلق مغرداً بسخرية من كل من يعرفه ومن لا يعرفه. سخر من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومن لجانه. سخر من العقلية التي تدير شركة الاتصالات، واتهمها بأنها سبب فشل رعاية الأندية. استخف بعمل رؤساء الأندية وانتقد رئيس النادي الذي كان يرأسه، وقلل من النجاحات الكبيرة التي يحققها فريقه اليوم، وشكك في قدرة النادي على دفع مستحقات اللاعبين المالية. لم يتوقف عند ذلك، بل اتهم أكثر لاعب مؤثر في المنتخب السعودي اليوم بأنه يتعاطى المنشطات، وذكر أنه الوحيد في العالم الذي يملك أدلة لا تقبل الشك على تعاطيه للمنشطات. وأعلن أمام الملأ أنه مستعد لدفع تكاليف الكشف عليه. أكمل تغريده المتهكم عندما غيّر اسم لجنة الخصخصة للجنة "الخسخسة"، متناسياً أن أعضاءها من الشخصيات المحترمة في المجتمع وفي مجال الاستثمار الرياضي، ويعملون بإخلاص، متطوعين لخدمة الوطن ورياضة الوطن. قبل أمشي: دخل للوسط الرياضي فأحبه كل من تعامل معه. كان راقياً مع خصومه رقيه مع محبيه. واليوم يغادر الرياضة بشكر من القلب وحديث للرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم. هذا هو الأمير نواف بن سعد الذي لا يريد منكم سوى الدعاء لابنته بالشفاء. اللهم اشف الأميرة الصغيرة، وألبسها لباس العافية إنك على كل شيء قدير.