لعل اللجنة الأولمبية السعودية تفكر في إنشاء اتحاد سعودي للقوارب والغوص عطفا على حالات غرق المدن السعودية عند نزول الأمطار وتحول السكان إلى استخدام القوارب في التنقل كما يحدث في مدينة البندقية المعروفة. وماحدث في معظم مدن المملكة وعلى رأسها العاصمة الرياض من جريان المياه في الطرق والشوارع والميادين وكأنها أنهار وأودية وماحدث في الأنفاق من غرقها بالمياه مماشكل حالة ألم وحسرة على مشاريع ضخمة كلفت المليارات ثم نجدها تعطب من قطرة ماء .والمحزن أن الوضع في السابق كان أفضل عندما كانت المشاريع تنفذ على أيدي شركات أجنبية كبرى حيث طرق وأنفاق وجسور لازالت على قوتها وجودة تصميمها .فهل توفرت لديهم الأمانة ولم تتوفر لدى مقاولينا ومهندسينا الذين نفذوا المشاريع الأخيرة؟ وإذا كانت مأسأة جدهة قد أودت بحياة مئة مواطن ومقيم ولازال التحقيق مستمرا فإن التوقع سيستمر لأن قناة العربية ذكرت أن هناك15قتيلا وثمانية مفقودين بخلاف الأمطار التي سبقت هذه الموجة من الأمطار والتي خلفت تلفيات في المشاريع والممتلكات بشكل يدعو للألم والحسرة .وعندما نقرأ توقيع عقود تصريف السيول والطرق والأنفاق والجسور نجد أن المبالغ بالمليارات بشكل يدعو للإطمئنان عن حجم ماتنفقه الدولة لخدمة الوطن والمواطن .وهذا ليس في عام فقط وإنما منذ سنوات طويلة حيث عملي في الصحافة وحضوري توقيع عقود ثم تكون النتيجة كما هي للأسف .بمعنى أن ماأنفق على هذه المشاريع قد يفوق الألف مليار.وحدث أن نزلت أمطار شديدة في دولة البحرين وفي مدينتي أبوظبي والدوحة وغيرها فلا نسمع حالات هلع وغرق كما يحدث عندنا بل تسير المياه بشكل انسيابي وهم قريبون من بيئتنا في الأنفاق والجسور ومصارف تصريف السيول والطرق لكن النتيجة مختلفة للأسف .وأعجبتني حقا دعوة سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ بمعاقبة كل من تهاون في تنفيذ مشروعات الدولة بالشكل المطلوب، مشيرا بأن كل من أوكل إليه أمر من أمور الأمة فعليه أن يسعى في تنفيذه بإخلاص وأمانة وأن يعلم بأن الله سبحانه وتعالى سيسأله عن ذلك، فإذا أخل بالمشروع أو تساهل فيه أو قل أداؤه أو نفذه بطريقة غير سليمة فإنها خيانة للأمانة.ووصف سماحته الجهات التي نفذت مشاريع الدولة وانكشف حالها المتردي وغرقت يوم السبت الماضي في موجة الأمطار التي هطلت بالخائنين للأمانة .وأضاف بأنه يجب على كل شخص أنيط به تنفيذ أحد المشروعات بأن يكون على قدر المسؤولية، مشددا على انكشاف سوء المشروع عند الأمطار والذي بسببه غرقت الأنفاق وأنهارت الخطوط وتعطلت شبكات التصريف فهذا ينبغي معاقبة المسؤول عنه وكل من تهاون في هذا الموضوع، مبينا أن تلك التجاوزات تشير إلى ضعف الإيمان وأن الحقائق تبين من كان مخلصا ومن كان خائنا ماديا، مناديا هؤلاء بأن يتقوا الله وأن يعلموا أن أي مال خبيث حرام عليهم، وطالب سماحته المواطنين بإبلاغ المسؤولين والتوضيح لهم عن سوء التنفيذ في المشروعات التي يلاحظونها لعل الأصوات تجتمع فينكشف حال هؤلاء المفسدين .وهنا نشكر سماحته على كلامه الموفق ونحن أمام كارثة إيمانية ووطنية وخيانة للأمانة من أجل الإثراء والحصول على المال بالتهاون والتلاعب والفساد .وكشف هؤلاء يبدأ بفتح ملفات كل مشروع ومواصفاته ومن وقع على تنفيذه ومن نفذه وذلك من قبل لجان محايدة عليها رجال يخافون الله عز وجل ليأخذ كل مجرم حسابه، فالموضوع يتعلق بأرواح وضياع مال ووقت وتعطل مصالح بالزحام وإقفال الطرقات وتوقف التعليم من أجل أهواء فساد مقزز وخيانة للإثراء الفاحش دون رقيب أو حسيب.