يدرك من عمل في المجال الرياضي أن صنع بطل في أي رياضة من الصعوبة، حيث يحتاج إعداده إلى مزيد من الوقت والجهد والمال، وقبل ذلك انتقاء الموهبة وفق المعايير المعتمدة للعبة، وكل منا يتذكر الدور الحيوي والعمل النوعي الذي قام به مدربنا الوطني خالد القروني عندما أسندت له مهام تدريب الفئات السنية وبالذات مواليد ٩٧،٩٨ و٩٩، حيث سجل نجاحا منقطع النظير فاز على إثره برضا الشارع الرياضي، وقبل ذلك أسعدنا بوجود مجموعة شابة استمرت مع بعضها تحت إشرافه قرابة ست سنوات لم تتغير وحققت إنجازات مذهلة كان آخرها وصولهم إلى كأس العالم للشباب في كولمبيا عندما قدموا لوحات فنية رائعة أفرزت لنا مواهب فذة أجمع الجميع على تميزها وأنها منتخب المستقبل للوطن ومنتخبنا لكأس العالم ٢٠١٨ حتى إن الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السابق قال في أمسية صحيفة الرياضية الرمضانية من شدة إعجابه بهم بأنه مستعد ليجند نفسه كوكيل لأي لاعب منهم، وأذكركم ببعضهم ياسر الشهراني، عبدالله عطيف، سالم الدوسري، فهد الجهني، يحيى دغريري، فهد المولد، عبدالله الحافظ ، صالح القميزي ، إبراهيم الإبراهيم ، عبدالله الحافظ ، محمد ال فتيل ، عبدالله الدوسري وغيرهم، واليوم تابعت التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا بأستراليا وبالذات منتخب الإمارات الذي يقوده المدرب الوطني مهدي علي الذي أصبح مجموعة من اللاعبين المهاريين المتجانسين والمنسجمين، بل يقدموا سيمفونية كروية مذهلة على المستطيل الأخضر ويجد الدعم من الاتحاد والمجتمع الإماراتي ويقدم للإمارات السعادة والإنجازات جعلت النقاد يطلقون عليه المنتخب الأفضل في الخليج ووضعوه واحدا من أقوى المنتخبات آسيويا وهذا واقع ملموس من حيث مايقدمه من مستوى متميز طوال تلك الفترة، بل إنه مجموعة منتقاة من المواهب ستقود الإماراتيين لسنوات طويلة من الإنجازات، والحال ينطبق على منتخبنا الشاب الذي اتفق الإعلام الرياضي والمتابعون والمهتمون لأول مرة على نجاح مدربنا الوطني وإن هذه المجموعة هي الأفضل، كنت أتمنى لو استمر القروني مع هذا الفريق وهذه المجموعة المتألقة حتى الآن، ماذا نتوقع؟ سيكون لدينا منتخب شبيه بمنتخب الإمارات تماما بل قد يفوقه للمهارات التي يتميز بها لاعبونا، ولكن نجاح القروني جعل البعض من القيادات في اتحاد الكرة وبالتحديد في لجنة المنتخبات يسند كل عام له فئة جديدة، ثم كلف بتوليفة جديدة مثلتنا في آسيا بالكويت وكانت تجربة فاشلة، وقد يكون للاجتهاد دور في ذلك، واليوم بعد أن كنا نتغنى بأبطالنا وتخيلنا إلى أي مدى سيصلون بنا كرويا لم يبق منهم في الساحة الآن إلا ذكرياتهم. السؤال الذي لم نجد له جواباً شافياً: من المستفيد مما يحدث لاستراتيجيتنا الوليدة التي نتمنى أن نفرح ونجني ثمارها؟ وهل الكابتن القروني له دور فيما يحدث من تكليفات له نرى أنها في غير محلها، وهل أصبح هم أبوعبدالرحمن مدربنا الذي نود أن نتغنى به كما تغنى الإماراتيون بمهدي علي؟ موافق على وجوده بالساحة التدريبية حتى لو كلف بمنتخب جديد سنويا، وهل يراد إحراجه في كل موقعة؟ وهل بالإمكان معالجة مايمكن علاجه ومعرفة رغبة القروني المستقبلية وتكليفه ليشكل لنا منتخباً جديداً خاصة بعد الاهتمام بالفئات السنية من قبل اتحاد الكرة وقبله الأندية في ظل تشتت الجهود السابقة.. والله المستعان.