نستطيع أن نقول إن نادي النصر العريق بتاريخه وبطولاته قد عاد للمواجهة أخيرا بعد عدة سنوات من المحاولات المتكررة والوصول لمراكز متفاوتة ومستويات متقلبة لكن كان أفضلها وصوله لنهائي كأس ولي العهد وخسارته أمام الزعيم الهلالي بضربات الترجيح.
وبغض النظر عن التشكيك الذي يثار حول أحقية نادي النصر بلقب العالمي إلا أن تطور مستوى الفريق يبشر بعودة النادي للبطولات ومن ثم العودة لآسيا والوصول إلى العالمية ويكون اللقب حينها مستحقا دون تبريرات وتشكيك. والتصدر النصراوي مؤخرا وتقدمه لسلم الدوري وسط مزاحمة من نادي الهلال المتعود على البطولات قد جاء بعد إنفاق مالي كبير عن طريق جلب نجوم محليين أمثال حسين عبد الغني ومحمد نور ومحمد السهلاوي وعمر هوساوي ومحمد عيد وحسن الراهب ويحيى الشهري الذي جاء بقيمة كبيرة قاربت الستين مليوناً ليكون الأغلى في تاريخ الكرة السعودية حتى الآن. كما أن النصر جلب ثلاثة نجوم برازيليين ولاعبا بحرينيا قد يكون أفضل لاعب بحريني وهو محمد حسين. وأهم منعطف في مسيرة نادي النصر في هذا الدوري هو تحديه للابتزاز من المحترفين البرازيليين الثلاثة الذين رفضوا اللعب مع الفريق ما لم تدفع لهم مستحقاتهم المالية المتأخرة وذلك قبل مباراة مهمة هي مباراة الهلال في حين تم دفع خمسة رواتب متأخرة للاعبين المحليين وبالتالي فاللاعبون البرازيليون وجدوا في هذه المباراة المهمة وسيلة لأخذ حقوقهم المتأخرة كي يضعوا إدارة النادي والمدرب أمام الموقف الصعب. لكن يظل السؤال المهم هل تصرف النجوم البرازيليين ومثله تصرف مدافع نادي الاتحاد أسامة المولد من رفض المشاركة في مباراة الفريق أمام نادي النصر إلا بعد توقيع العقد واستلام حقوقه بعيدا عن المماطلة كما وصفتها الصحافة الرياضية تصرفاً مقبولا أم لا؟ والذي أراه أن العقد شريعة المتعاقدين وموقف النجوم البرازيليين كان موقفاً سليماً وقانونيا مادام أن لهم حقوقاً متأخرة وهذا يفسر أحيانا تذبذب مستوى بعض نجوم الهلال وبالذات نواف العابد وسالم الدوسري وعدم قناعة عبد العزيز الدوسري بقيمة عقده الجديد أو تفاوت مستوى بعض نجوم الأندية الأخرى مثل الأهلي والشباب والاتفاق وغيرهم.
إذاً لابد من إعطاء الحقوق لأصحابها ويجب أن تطور الأندية من أسلوبها الإداري والمالي والقانوني حتى لا تتعرض إلى ما تعرض له النصر وغيره من الأندية .ويجب أن نقف في صف النجوم ونلزم الأندية بعدم تأخير مرتباتهم وحقوقهم كون اللاعب لديه احتياجات ومتطلبات أسرية ومعيشية والكرة هي مصدر رزقه وهو مربوطة بزمن معين ومستوى صحي يجعله قادرا على اللعب. وهنا تحتاج مكاتب وكلاء اللاعبين إلى التأمين ضد تأخر المرتبات إضافة إلى التأمين الصحي وغيره. ولهذا قد يكون موقف إدارة نادي النصر سليما في الاستمرار في خوض المباراة دون النجوم البرازيليين مع احتمالية الخسارة وكسب رضا الجماهير بعد الفوز وأن النصر بمن حضر كما كان يردد الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله). لكن موقف إدارة النادي سيكون محرجاً فيما لو خسر النادي أمام الهلال وبالتالي تأثره بغياب البرازيليين وهم نجوم كان هناك وضوح بقدراتهم في مباريات حاسمة للفريق أوصلته لهذا الموقف المتقدم في سلم الدوري. ولهذا النصر مرتبط بعقود ضخمة مع هولاء اللاعبين ولابد من الالتزام بالعقد أو تحمل الشروط الجزائية الضخمة المترتبة على إلغاء العقود. وهم قد تعودوا اللعب مع الفريق والدوري في بدايته واحتمال الإصابات والنقص وارد كما حدث في حالة اللاعب نايف هزازي نجم نادي الشباب والمنتخب والذي سيخسره النادي كامل هذا الموسم. ولعل اتحاد كرة القدم ينصف اللاعبين المحليين والأجانب في الإشراف على عقودهم ومنحهم حقوقهم فهذه هي صورتنا في الخارج وقبل ذلك والأهم منه ديننا وأخلاقنا في إعطاء كل ذي حق حقه من جميع أنديتنا الرياضية.