عندما تحدث شخصاً آخر أو مجموعة من الناس عن إنجازات لك ونجاحات قمت بها في حياتك وأنت كاذب في ذلك أو مبالغ كثيرا فأنت لا تكذب على هؤلاء وإنما تكذب على نفسك، فهل تقبل أن تكذب على نفسك. وعندما تحدث الناس عن تميز في حياتك الاجتماعية والاقتصادية والأسرية وأنت في الواقع كاذب في ذلك فإنك تكذب على نفسك وليس على الآخرين. وعندما يدعوك أحد إلى مناسبة أو اجتماع أو زيارة ثم تبدي له عذرا وأنت كاذب فأنت تكذب على نفسك وليس على الطرف الآخر، فهل تقبل الكذب على نفسك؟ وعندما تكون في سدة المسؤولية في قطاع ما ويعرض عليك أحد مساعديك خبراً يرى فيه أنه سيحسن من الصورة الذهنية لمنشأتك ويرفع أسهمك عند ولي الأمر وكبار المسؤولين لأن النشر في الإعلام وسيلة مخادعة لتحسين الصورة فإنك تكذب على نفسك قبل أن تكذب على ولي الأمر أو كبار المسؤولين ويكون عملك مخادعة وكذبا وتلاعبا بالمسؤولية التي أوكلت إليك وخيانة للأمانة وستجد العقاب من رب العباد لو تعداك المحاكمة من العباد. وعندما تظهر بمظهر المتدين صاحب اللحية الوافرة ولباس لا يمتطي العقال كنوع من المظهرية الدينية وبثوب قصير لا يسبل للكعبين ولكنك في واقعك سيئ الخلق ومخادع وغير ملتزم حقيقياً بسلوكيات دينك وهذا المظهر هو فقط لخداع الناس وتحقيق مآرب لك في أن يثقوا ويتعاملوا معك من هذا المنطلق الإيجابي فإنك تكذب على نفسك قبل أن تكذب أو تخادع الآخرين وستقع في شر أعمالك إن عاجلا أو آجلا. وعندما تراقب سلوكيات الناس وتطالبهم بسلوكيات أنت تمارسها بالخفاء فأنت تكذب على نفسك وتخادعها قبل أن تكذب على الآخرين .وهكذا كن رقيباً على ذاتك ونفسك وتذكر عندما تريد أن تتحدث بشيء بأن تراجع نفسك وتتأكد من حقيقة ما تقول وتذكر أنك تكذب على نفسك وتخدعها قبل الآخرين وينبغي أن تبادر بالاعتراف وقول الحقيقة عندما تدرك كذبك على نفسك بالاتصال بالشخص المعني والاعتذار بأنك كنت غير صادق في كلامك. وهذا ما يفعله المتراجعون عن أخطائهم ممن حصلوا على أموال بطريقة غير مشروعة فيودعونها في صندوق إبراء الذمة الذي يحتاج إلى إعلام مكثف وتوعية دينية واجتماعية لحث الناس على إيداع ما كسبوه من أموال بغش أو خداع أو كذب أو رشوة أو تلاعب لأن الطيب في داخل البعض وربما تتحرك مشاعره عندما يذكر بالآخرة وبالله عز وجل. إذاً لا تكذب على الآخرين أو تخادعهم فإنك أولا تكذب على نفسك وعندها أنت في حالة من القلق والارتباك وضياع الضمير وسوء الأخلاق وهي حياة الشقاء والتوتر والبعد عن الطمأنينة وراحة البال.