ارتفاع عمليات التجميل والإقبال عليها يعود بالدرجة الأولى إلى توفر السيولة المالية التي تجعل الإنسان ينظر إلى الكماليات .ومن ذلك تجميل منظره ومظهره ليبدو أصغر وأجمل وأكثر قبولا عند الناس وبالذات عند الجنس الآخر.لأن حقيقة الأمر لايوجد إنسان مهموم برزق يومه وإيجار البيت وفواتير الكهرباء والجوال ومصاريف السيارة والمتطلبات الاجتماعية والصرف على احتياجات أسرته ومع ذلك يجد المال الزائد لكي يجري عمليات تجميل ويكون مهتما بشكله وهندامه.إذاً هي عمليات مترفة كمالية يرد عليك أصحابها بأن الله يحب أن يرى آثار نعمته على عبده وبالتالي من حقه أو حقها إجراء العمليات التي يريدونها .وأولى وأهم هذه العمليات الآن ربط المعدة وتحويل المسار والآن الأحدث تكميم وقص المعدة .وهذا النوع من العمليات له مايبرره صحيا عندما يكون الوزن زائدا ويشكل خطرا على الإنسان وعلى أعضائه مثل القلب والركبتين والرئتين والمفاصل وأمراض مثل الضغط والسكري التي ثبت ارتباطهما بالوزن وتأثير هذه العمليات إيجابيا على صحة الإنسان .وقد سعدت بالتغيير الذي حدث لكثيرين أجروا هذه العمليات فتغيرت أشكالهم ورجعوا رشيقين مقبولي الشكل يبدون أصغر وأجمل وقلت معاناتهم كثيرا مع الأمراض وأصبحوا أكثر صحة ونشاطا وحيوية .وهذا مايفسر لنا إعلان وزارة الصحة إنشاء خمسة مراكز لعلاج السمنة في المملكة وهو أمر سيعود بالنفع الكبير على مرضى السمنة وبالذات غير القادرين ماليا من الجنسين وسيسهم في تناقص عدد من الأمراض وبالتالي انخفاض في تكلفة علاجها وأدويتها ومتابعة حالاتها.وجاءت حالة المريض خالد الشاعري الذي وصل وزنه إلى 600كيلو وإجريت ولله الحمد له عملية كبرى بقيادة الاستشاري الموهوب طبا وثقافة الدكتور عايض القحطاني، بحيث يكون هذا النوع من العمليات متاحاً للجميع وليس خاصا بالإثرياء والموسرين .ولهذا نشكر مقام وزارة الصحة على ذلك ونرجو ألا يطول الأمر وأن نرى هذه المراكز قريبا، لأن بعض المشروعات تتوه في البيروقراطية ثم تصبح حبراً على ورق وفرقعة إعلامية دون أن ترى النور .وبالإضافة إلى عمليات السمنة تأتي عمليات شفط الدهون وإزالة الشحوم وإزالة التجاعيد وشد البشرة ونحت الجسم وتضخيم ونفخ أجزاء معينة في الجسم لتبدو أكبر مع عمليات نفخ الشفايف والخدين وزرع الشعر وحل مشكلة تساقطه وانتهائه.وتأتي المشكلة في التصابي الذي نراه على الستينيين والسبعينيين من حقن وجوههم بالبوتكس لإزالة التجاعيد، وأصبح الأمر مكشوفا ومزعجا للناظر عندما تصغر العينين لهذا الرجل المتقدم في السن حتى تكاد أن تختفي .وتبقى أيضا مشاكل فشل بعض هذه العمليات وخطورتها وتنفيذها في أجواء تفتقد للتجهيزات الطبية والنتيجة وفاة المريض أوانتكاسته كما حدث لعدد من المرضى .أما النساء فمن حقها عمل ماتريد لكن مع مراعاة السن والتكاليف وتتذكر الناحية الشرعية في الأمر وأن الدهر لايصلح ماأفسده العطار وأن الأنسب والأفضل أن تحتسب الأجر وتتصدق بهذه الأموال الكبيرة للمحتاجين والفقراء وسيجملها رب العزة والجلال بالحسنات والرضا والقبول .وأتمنى تشديد الرقابة والأخذ بأطروحات الدكتور أحمد العيسى الاستشاري المتخصص في هذا الأمر الذي يكرر التحذير بخطورة الواقع التجاري المعمول به والذي تتعدد جهات الإشراف عليه ولهذا تحدث الأخطاء ويكثر الغش والخداع.