|


خالد بن عبدالله النويصر
أنا .. ومن بعدي الطوفان
2013-12-18

رؤساء الأندية يصرخون بسبب الأزمات المالية الخانقة، ولجنة الاحتراف تعلن عن قائمة كبيرة من الشكاوى عليهم قبل موعد الانتقالات الشتوية ولايكاد يمر يوم إلا ونسمع أو نقرأ خبراً عن شكاوى جديدة تصلنا عبر الإعلام من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

ـ وفي هذا دليل على أن أنديتنا بحاجة ماسة للمادة، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي الخطوات التي اتخذتها الأندية لتجاوز هذه الأزمة؟ غالبية أنديتنا ليس لديها شركات راعية علماً بأن المجال الرياضي وخاصة لعبة كرة القدم أرض خصبة للاستثمار في جميع دول العالم خاصة أن لدينا جمهور عاشق ومحب لكرة القدم.

ـ القطاع الخاص يحتاج إلى بيئة استثمارية مناسبة للدخول في مجال الاستثمار الرياضي وهذا الأمر لايختلف عليه اثنان خاصة فيما يختص بسمعة واسم النادي بالإضافة إلى ثقة المستثمرين برؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية، وهذه الأمور تكون واضحة وجلية من خلال متابعتهم للإعلام الرياضي.

ـ الشيء المستغرب فعلاً أن غالبية رؤساء وكبار مسؤولي الأندية يستغلون تسليط الإضواء من قبل الإعلام بطريقة سلبية لا تخدم النادي أما أنهم يجهلون هذا الأمر أو أن حب الشهرة والظهور أعماهم عن هذا الأمر والسبب الثالث وهو الأقرب للصواب أن شعارهم (أعمل لسنوات معدودة في المجال الرياضي وأحقق أهدافي الشخصية من شهرة وإعلام ومن بعدي الطوفان).

ـ أطرح هذا الموضوع من خلال واقع نشاهده ونسمعه يتردد أمام أعيننا وعلى أسماعنا كل يوم، وهذا الأمر ليس ذنب الإعلام الذي يبحث فيه مسيروه عن الإثارة، فغالبية الجماهير الرياضية أصبحت تجهز الشاي والقهوة والزنجبيل والمكسرات للاستمتاع بمشاهدة تصاريح كبار مسؤولي الأندية بعد المباريات بدلاً من الاستمتاع بمباريات كرة القدم في المستطيل الأخضر.

ـ في هذه الأجواء المشحونة والتصاريح النارية والألفاظ الخارجة عن الروح الرياضية هل نتوقع أن البيئة في أنديتنا مناسبة لدخول المستثمرين وهل توجد شركة تحترم اسمها وتاريخها توقع عقداً مع رئيس هذا النادي أو مع رئيس ذلك النادي ونحن نشاهدهم يتركون مقاعدهم المخصصة لهم في الاجتماعات ويتسابقون للتصريح للإعلام لحل مشاكل أنديتهم وتغليب مصالحهم الشخصية ومصالح أنديتهم على حساب مستقبل كرة القدم السعودية.

ـ أعتقد أن الوقت قد حان ليتولى المسؤولية في أنديتنا مدراء تنفيذيون من الشباب المتعلم الواعي لإدارة دفة العمل داخل أسوار الأندية لتحسين سمعتها وجلب الشركات الراعية المترددة في الدخول في هذا المجال الحيوي، أما إذا استمر الوضع كما هو عليه حالياً فإن عجلة التطور ستتأخر سنوات وسنندم كثيراً لأن دولاً كثيرة ستتجاوزنا ونحن نتقدم خطوة ونعود للوراء عشرات الخطوات.