كان لقرارات الضبط والشطب التي سادت فترة من الزمن في ملاعبنا الرياضية لضبط السلوكيات السيئة والتعامل معها بكل حزم وقوة مردود إيجابي على الحركة الرياضية لدينا، إذ كان للأجهزة التنظيمة دقة ومتابعة لضبط التصريحات وحالات العنف والسلوك اللفظي والفعلي الذي كان يصدر من بعض الإداريين والمدربين واللاعبين وغيرهم. أما الآن فالوضع غريب بوجود لجان انضباط لا أعلم عن خبرتها وخلفيتها الإدارية والقانونية وأسلوب حكمها على الأحداث والوقائع والتصرفات التي تصدر في المباريات الرياضية وما قبلها وما بعدها. وحيث إن لوائح قد تم وضعها وتم التقيد بها وتعميمها على الأندية وربطها بالحراك الرياضي الدولي كوننا منظومة إدارية دولية إلا أنه غاب عن ذهن من وضع هذه اللوائح أو ترجمها أو نقلها من تجارب دولية أخرى من أن لنا خصوصية في ديننا وعقيدتنا وأخلاقنا لا يجب أن نغلق على أنفسنا ولا نوجد مساحة نتصرف بها. فماذا أريد من لاعب سيئ الخلق يضرب ويعتدي باللسان والفعل ويتصرف بعدوانية وشراسة. وماذا أريد من إداري بذيء الكلام يستأسد ويهاجم ويسخر ويستهزئ ثم يأتي العقاب مجموعة من المبالغ المالية التي لا تمثل شيئا لهؤلاء الذين تنقصهم قيم التواضع عند الفوز والابتسامة عند الهزيمة. وأي قيم سنزرعها بوجود هؤلاء في أنديتنا ومنافساتنا الرياضية. وأتذكر كيف كان لعبارات الشطب لمدة عام أو عامين أو مدى الحياة من المجال الرياضي تمثل رادعا لإبعاد مثل هؤلاء عن ملاعبنا الرياضية. وتألمت كثيرا لقرارات لجنة الانضباط في حالات كثيرة نظرا لضعفها وتركيزها على الغرامات المالية التي لا أعلم لها زجرا لأناس يدفعون الملايين من أجل الشهرة من الرياضة ولا يمثل ذلك رادعا وهو أمر يجعلنا نتساءل عن مصير هذه الغرامات المالية هل ستودع في صندوق الدولة ممثلا في وزارة المالية أو أن لها مصارف أخرى للرياضة بشكل عام. ولهذا فإن المجال الرياضي كبير وخطير ومعقد وأقترح أن يلجأ اتحاد كرة القدم لمعالي وزير العدل لترشيح ثلاثة قضاة ممن لديهم خلفية أو ميول رياضية كون الرياضة متابعة من مختلف أفراد المجتمع ومعهم ثلاثة من خبراء لجنة الانضباط وتعرض الحالات على هذا الفريق المتكامل الذي يستمع للشهود وأصحاب المشكلة ويتم التدوال في الرأي ولا مانع من عرض ذلك في وسائل الإعلام لمزيد من التثقيف الرياضي. وقد دهشت من ضعف القرارات الأخيرة ضد لاعبين تكرر منهم السلوك السيئ ولم يكن هناك رادع لأنهم وجدوا أن هذا السلوك يزيدهم شهرة في المجتمع نظرا لتكرار بث تصريحاتهم وما صدر منهم ويتم تناول ذلك في وسائل الإعلام فينالون الشهرة التي يريدونها.كما تألمت لضعف القرارات التي صدرت بحق لاعب نادي الرائد البرازيلي جراء الحركة المشينة التي صدرت منه وشاهدها أبناؤنا وناشئتنا وأطفالنا وأخذوا دروساً في وضاعة السلوك وقذارته من هذا اللاعب الذي سيؤدي مثل هذا القرار الضعيف إلى تكرار مثل هذا السلوك من لاعبين آخرين. وأرجو أن تنصفنا إدارة نادي الرائد العريقة والخلوقة إلى إبعاد هذا اللاعب تماما من أنظارنا حتى يكون درساً لبقية اللاعبين مهما كان مستواهم ومهما كان الشرط الجزائي ولاعبي الكرة بالآلاف يمكن جلب واحد منهم وأتمنى أن يكون محليا أو ربما بقيمته يمكن نقل ثلاثة لاعبين محليين فيتم مساعدة أسرهم ويكون الرائد رائدا بحق في السلوك والأخلاق والقيم. أما لجنة الانضباط فلا حول ولا قوة إلا بالله وأسجل انزعاجي من وجودها وقراراتها الضعيفة.