في السبعينات والثمانينات الميلادية كان "ليفربول" يتربع على عرش زعامة الكرة الإنجليزية، وفي أكتوبر 1986م تم تعيين "أليكس فيرجسون" مدرباً لفريق "مانشستريونايتد" الذي صرّح في بداية تكليفه بأن هدفه الأول إزاحة الغريم من عرشه، ولم يكترث حينها الكثير بذلك التصريح رغم أن قائله قد حقق معجزة تدريبية مع نادي "أبردين" الأسكتلندي الذي تفوق معه على قطبي الكرة هناك "رينجرز & سلتكس"، ولتقريب الصورة لمن لايعرف تلك الأندية أقول بأن الأمر يشبه تفوق ناد مغمور في أسبانيا على "ريال مدريد & برشلونة"، بل إن "فيرجسون" ذهب أبعد من ذلك بالفوز بالبطولة الأوروبية الأهم في نهائي تاريخي أمام العظيم "ريال مدريد"، ولذلك كان تاريخ الرجل يدعم طموحاته وطموح الفريق.
وقد حقق "فيرجسون" معجزة أخرى بتحقيق 38 لقباً في 27 عاماً ليستحق التكريم من جميع الهيئات الرياضية بما فيها "فيفا"، ولكن نهاية الحلم الجميل كانت كابوساً مرعباً لعشاق اليونايتد حيث تم اختيار "ديفيد مويس" خليفة للأسطورة، فحلّ صفر التاريخ مكان مجلدات الإنجاز، وجلس عريف الفصل على كرسي مدير الجامعة، فذهبت الهيبة التي كانت تحفز النجوم وترعب الخصوم، فيكفي أن أستشهد برأي "كاريقر" مدافع "ليفربول": إن "فيرجسون" كان يحقق عشر نقاط على الأقل في كل موسم بشخصيته المؤثرة، وحين تأتي الشهادة من ألد الخصوم فلا تحتاج لغيرها، كما أن عادة الفريق التسجيل في الرمق الأخير من المباراة وقلب النتائج فيما أصبح يعرف بــ "فيقري تايم" إلا أن شباك الفريق أصبحت تستقبل الأهداف القاتلة في هذا الوقت الذي كان يسجل فيه الفريق، فحق لي أن أقول: كان صرحاً من شموخ فهوى.
تغريدة tweet :
يعاتبني بعض عشاق اليونايتد على قسوتي في الحكم على "مويس" ويطالبون بالصبر عليه كما صبر الفريق على "فيرجسون" في البدايات، ولن أقول بأن الزمن تغيّر فلم يعد الزعيم قادراً على الصبر كما كان قبل الزعامة، ولكنني أٌقول بأن تاريخ السير كان كفيلاً بالصبر عليه لأنه حقق إنجازات أقرب إلى الإعجاز، أما هذا الأسكتلندي فلم يحقق مع "إيفرتون" ما يشفع له بخلافة الأسكتلندي العظيم الذي يشبه البطل الأسطوري "وليام والاس" القلب الشجاع الذي خلّد التاريخ ذكره .. وعلى منصات الأساطير نلتقي.