كلنا يتعامل مع الرياضة بالعقل والعاطفة، فننجح في العمل والحوار إذا غلّبنا العقل على العاطفة ونفشل دوماً إذا حدث العكس، ويكفي لتأكيد ذلك النظر لحواراتنا حول أفضلية النجوم لنجد صوت العقل يشيد بالمتنافسين ويعترف بمزاياهم ويحتفظ بحقه في تفضيل أحدهم عن الباقين، بينما صراخ العاطفة يلغي الآخر وينطق باللاوعي فيهمش وينتقص ويقزّم فيستمر الحوار البيزنطي الذي لا طائل من ورائه. ولذلك قررت اليوم أن أخاطب عقل العاقل الدكتور عبدالله البرقان.
فالحديث عن رواتب المحترفين قديم قدم الاحتراف في الكرة السعودية الذي بدأ عام 1992م، وقد كان سبب تحديد سقف الراتب أن المنتخب حين يأخذ المحترفين في معسكرات طويلة يدفع مرتباتهم، فعمد بعض رؤساء الأندية – سامحهم الله – لرفع رواتب بعض النجوم لرفع ما يحصلون عليه من الاتحاد عند انضمامهم للمنتخب، فلم يكن هناك حل حينها سوى وضع سقف أعلى لراتب المحترف انخفض بانخفاض إعانة الاحتراف من الدولة.
قريباً ستصدر لجنة الاحتراف قرارها الجديد بشأن سقف أعلى لراتب المحترف السعودي، ولذلك أخاطب "عقل" صانع القرار لعل صوتي يصل هذه المرة قبل أن تنكسر الجرّة، فوضع سقف لراتب المحترف سيجعل الأندية تعطي المحترف الفرق في مقدم العقد أو بصورة سريّة فيما يعرف بـ "تحت الطاولة"، بينما الحل المثالي مطبق في أمريكا قبل عشرات السنين، حيث يوجد سقف أعلى لمجموع الرواتب بحيث تتفاوت قيمة النجوم داخل هذا السقف وتتم معالجة التكدس ويبذل كل لاعب جهده للارتقاء بمستواه ورفع دخله السنوي داخل سقف مجموع الرواتب المعرف بـ Salary Cap وأنصح صانع القرار بقراءة تفاصيله من خلال التجارب الناجحة في أمريكا وأوروبا ونيوزيلندا وغيرها.
تغريدة tweet :
ليس من المنطق أن يتساوى في الراتب الشهري نجم أساسي مع زميله بدكة البدلاء وليس من العدل أن يكون راتب اللاعب الأجنبي أضعاف نظيره السعودي الذي قد يتفوق عليه، ولذلك ستتجه الأندية للحيلة أو يتجه نجومنا لقطر والإمارات بحثاً عن العدالة في التقدير ، ولذلك أوجه ندائي لصانع القرار بدراسة فكرة سقف مجموع الرواتب وذلك بضرب الراتب الأعلى للمحترف في العدد الأقصى للمحترفين بالنادي ليكون الناتج سقفاً أعلى لمجموع الرواتب يتحرك النادي فيه لتوزيع الرواتب على النجوم حسب أحقيتهم .. وعلى منصات الاحتراف نلتقي،