|


د.تركي العواد
سامي ارحل .. لا .. اقعد شوي
2014-02-05

ما دار في فلك أفكاري أبداً بأننا سنصل لهذه النقطة .. لم أتوقع أن الاختيار سيكون بين الهلال والهلال، خيار كريه بين الفراق والالتصاق، يبدو أن قدر الأشياء الجميلة أنها لا تدوم. أقف بين يديكم اليوم حائرا بين مطالبة سامي بالرحيل، ومطالبته بالاستمرار، لا أريد أن أكون عاطفياً، ولكني لا أستطيع إلا أن أكون.

أجد الصواب في الانسحاب، فما فات فات والكأس لن تعود، ولا جدوى من مواصلة القتال في معركة خسرانة، فالخسارة ليست من أي فريق، بل من القريب اللدود. المؤلم أن أفراح الجيران تهز الأركان. المستقبل لن يجلب الجديد وقد تصبح الأمور أكثر تعقيدا.

أجد الصواب في الاتجاه الآخر أيضا. فهناك مدرب يحتاج للوقت لينضج ويحقق الأحلام. فالتجربة فريدة، ومن الظلم وأدها في المهد. قد تتغير الأمور، وينفض الهلال غبار السقوط ويعود، كما يفعل دائما. هناك كأس أخرى وآسيا ودوري بعيد المنال .. ولكنه الهلال.

المشكلة أن سامي أخطأ كثيرا. فرط في الهرماش، وأبقى الكسيح كاستيلو أو كما يحلو لسامي مناداته "سوغوندو". لم أر الهلال يلعب بالتوائم إلا مع سامي. نيفيز يشبه عبدالعزيز الدوسري، وكريري يشبه الكسيح. أما ياسر وناصر فلا يسعهما الملعب معا. حتى الأظهرة شمال شمال شمال.

توقعت أن تكون نصير الشباب، ولكنك أعدت نجوم الزمن الجميل الذين لا يستطيعون الركض في الزمن غير الجميل. كنت عاطفياً معهم ، فكانوا جاحدين معك، ولم يقدموا أكثر من إرباك الفريق.

منحت العابد القيادة، فأصبح أكثر تهورا واستعجالا وانبراشا وأقل نجومية .. لا يشبه أي قائد مر على الهلال. ليس صالح النعيمة، ولا منصور الأحمد، ولا ياسر القحطاني، ولا أنت.

إذا أردت أن تبقى فابق، ولكن لا تُبقي الأخطاء. ولا تجعل بقاءك هو الانتصار الوحيد. افتح الهلال للهلال .. واجعل اللاعبين يلمسون نبض الجمهور. لم يغلق الهلال أبوابه في وجه الجماهير وحقق الانتصار. تحدث مع جماهير الهلال فهم لا يتفقون على خطأ.

ابحث في الأولمبي أو الشباب أو حتى في الوجوه المنسية عن لاعب يركض طوال المباراة. ليس مهماً أن يكون موهوباً، ولا صاحب مهارات فردية، بل المهم أن يركض من الصندوق للصندوق. من غير المعقول أن يكون كل الفريق يوسف الثنيان. كلكم نجوم .. إذاً من سيقاتل؟ كلكم أنانية .. إذاً من سيمرر؟

فاز النصر على الهلال مرتين بلاعب بسيط اسمه شايع شرحيلي.

تخلص من كل كسول لا يتحرك إلا خمس دقائق. لا تستطيع الفوز دائما في التسعين. اقترب من جنودك أكثر، ساعدهم نفسياً؛ فما حصل في النهائي من أخطاء بدائية سببها ضعف التهيئة النفسية.

لا يهم .. سنة للنسيان، ولكن نريد منك شيئا.. أي شيء يجعلنا نتفاءل بمولد مدرب نثق به، لا مدرب نتعاطف معه.