|


د. سعود المصيبيح
(نحو إعلام متوازن)
2014-02-16

تصاعد بشكل ملحوظ العنف والتعصب الرياضي، وأصبح الإعلام مشاركا أسياسيا في حدوث هذه المشكلة. ولابد من المعالجة الحاسمة والتدخل من أعلى المستويات وتشديد الضوابط على الممارسين الإعلاميين لأن النتائج وخيمة وترتبط بحالات العنف والشغب الجماهيري الذي يؤثر على السلم الاجتماعي ويتعارض مع المسلمات الأمنية التي تتطلب مدرجات منضبطة وشوارع وطرق يسير فيها الناس بأمان دون خوف وارتباك وزحام عقب المباريات الرياضية، وسلوكيات متسامحة بين الجماهير الرياضية تعتمد على التواضع عند النصر والابتسامة عند الهزيمة، وشيوع الروح الرياضية والقيم والأخلاق البعيدة عن الشد والتوتر والعنف اللفظي والجسدي بين اللاعبين داخل الملعب أو الجماهير داخله أو خارجه، نظرا لحدوث التأثر من الإعلام ومايصدر عنه من شحن وتوتر وانفعال وحدة.

ويمكن وضع المقترحات الآتية لانطلاقة محددة ينتفع بها بإذن الله المجتمع العربي المسلم وهي على التالي:

1ـ أن تتبنى جامعة الدول العربية بحكم مسؤوليتها الرسمية طرح موضوع تأثير الإعلام الرياضي على سلوكيات الجماهير وماينتج عنه من عنف وشغب ضمن بنود اجتماعات وزراء الإعلام العرب في أحد اجتماعاتهم المقبلة.

2ـ الكتابة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والاتحاد العربي للألعاب الرياضية والاتحاد العربي للصحافة الرياضية لبحث سبل دراسة وتطوير الإعلام الرياضي بكافة أساليبه ووسائله ومؤثراته، وارتباط ذلك بالسلوك الجماهيري قبل وأثناء وبعد المنافسات الرياضية.

3ـ حث الإعلاميين في المجال الرياضي على رفع مستوى الوعي بثقافة المنافسة والتذكير بقيم المجتمع وتعزيز قيم الروح الرياضية وتجنب العناوين والمواضيع المثيرة المؤججة للحقد والكراهية والسعي لتجسيد قدوة مثلى للوسط الرياضي وإبراز مثال للإعلامي المهني المحترم.

4ـ تعميم ميثاق الشرف الإعلامي الصادر من وزراء الثقافة والإعلام العرب على المؤسسات الإعلامية للتقيد بما ورد به من بنود وتوجيهات، والاسترشاد به في مجال الإعلام الرياضي.

5ـ الحزم مع الممارسات الإعلامية القائمة على الإثارة والانفعال والشد والتوتر وتهييج الجماهير والتعصب والعنف اللفظي ومعاقبة أصحابها حتى لو أضطر الأمر إلى إبعادهم من مجال الإعلام الرياضي.

6ـ حث المؤسسات الدعوية والتربوية والثقافية والأدبية والشبابية والعلمية والفكرية والاقتصادية وغيرها على توعية الجماهير الرياضية عبر المساجد والجوامع والمدارس والكليات والمعاهد والمجمعات التجارية والطرق والملاعب الرياضية والجامعات على توعية الشباب بأصول التشجيع الرياضي النظيف والابتعاد عن العنف والتعصب، وإشاعة قيم التسامح والتآلف والتعاون بين الجميع وفق أسس وقيم وتعاليم ديننا الإسلامي السمحة.

7ـ حث المؤسسات الإعلامية على تدريب وتأهيل منسوبيها على قيم الإعلام النزيه والمعتدل، وأن يكون الإعلامي قدوة يوجه الجماهير إلى التواضع والتسامح وجماليات الرياضة كمتعة وترفيه بعيدا عن إذكاء التشاحن والحماس المندفع الذي يؤثر على قيم الرياضة ومنافساتها الشريفة.