بتوجيه كريم من أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، شاهد مجموعة من كتاب الرأي عرضا شاملا في مقر الهيئة عن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للنقل العام (القطار والحافلات) مع شرح وجواب وحوار من المهندس إبراهيم السلطان رئيس مركز المشاريع في الهيئة. وسبق العرض عن (المترو) عرض تفصيلي عن المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض وتوسعها المستقبلي، حيث بلغ عدد سكانها (ستة ملايين) قابلة للزيادة قريبا إلى(8,3 مليون) نسمة.ولهذا جاء مشروع النقل العام ليمثل نقلة كبيرة جدا للوصول بالرياض الغالية إلى مصاف المدن العالمية، إذ لايصح أن تكون هناك مدينة عظيمة وعاصمة لدولة ضمن الدول العشرين الأقوى اقتصادا في العالم ولايكون فيها مشروع نقل متكامل.وبحمدالله رغم تأخر المشروع الذي فوت سنوات طويلة من الجهد والمال والتخطيط، إلا أن همة الأمير خالد بن بندر وحرصه على إتقان عمله بماعرف عنه من إخلاص وحب للتطوير والإنجاز دعته إلى استلهام رغبة القيادة في متابعة إقرار هذا المشروع المهم الذي يعد نقلة كبيرة للرياض وبطول 176كم يسهل على السكان والزوار التنقل ويخفف من الازدحام المروري الذي زاد عن حده كثيرا، والحوادث المرورية التي تضرر منها كل بيت في بلادنا الحبيبة.وكان السؤال الأبرز من الحضور هو عن مدة المشروع، وهل من المعقول أن ينجز مشروع بهذه الضخامة في أربع سنوات مع مانشاهده من تعثر ملحوظ لبعض المشاريع الحكومية نتيجة ضعف المتابعة والإشراف الإداري ثم سوء التنفيذ بعد الانتهاء من المشروع؟ لكن المهندس السلطان قال: فعلا المشروع ضخم وكبير ولكن الهمة العالية والعزم الواضح والمتابعة الدقيقة من أمير الرياض ونائبه وتعاون الجميع كفيلة بإذن الله على حل جميع الإشكالات وتنفيذ المشروع في الوقت المناسب وبالمستوى المعماري والإنشائي المطلوبين. وتحدث الدكتور فهد بن جمعة عضو مجلس الشورى عارضا للحضور قصاصة من مقال صحفي كتبه في عام (1998)، طالب فيه بمترو للرياض.وسأل أحد الحضور عن عدم وصوله لأحياء مهمة ومزدحمة بالسكان كالنظيم مثلا ثم عن عدم ربطه بمحطة سار قطار الشمال في شمال الرياض الذي كان سيوفر مبالغ بدلا من إنشاء محطة جديدة.وعادت بي الذاكرة إلى الرياض القديمة التي عاش فيها أبي وجدي وفيها ولدت وترعرعت، وكيف كانت محدودة المساحة ذات مبان طينية بسيطة وطرق ضيقة، ثم نمت وكبرت وتمددت وتنوع سكانها من مختلف مدن المملكة طلبا للرزق والفرص التجارية والوظيفية والدراسية، واستقر بها وافدون من مختلف دول العالم أحبوا رزقها وخيرها وجمالها ودفء أحاسيسها ومشاعرها حتى لايغادرها أحدهم حتى يعود لها مهرولا فرحا بها لايتحمل الغياب عنها لعدة أيام.وسألت المهندس السلطان بعد عرض المخطط للمدينة عن سلبيات التوسع للمدينة ومايحمله من ضعوط على الخدمات من ماء وكهرباء وطرق وأمن وغير ذلك، ولازلت أرى أن يتوقف هذا التمدد ونسعى إلى أن تصغر المدينة وفتح مجالات جذب في المحافظات المختلفة. وعموما خرجنا من الهيئة العليا ونحن متفائلون بإذن الله، وفينا الحماس والبهجة لانتظار هذا الحلم الذي سيكون بإذن الله نقلة كبيرة في الخدمات والتنمية للرياض وساكنيها وزائريها.