كتبت قبل خمسة أشهر مقالاً بعنوان "آسيا 2019" تحدثت فيه عن تأخرنا في المنافسة على استضافة كأس أمم آسيا التي نظمتها دول لا تقارن بالمملكة العربية السعودية في إمكاناتها ومكانتها، وتعذرت بالمثل القائل: "أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً"، وختمت بالسؤال: "هل نرغب فعلاً في التنظيم؟"، وتوقعت مثلكم أن الإجابة: "نعم" وبالتالي فإن على قطاعات الدولة المعنية أن تعمل معاً لتحقيق الهدف الذي يصب في صالح الرياضة السعودية وشباب الوطن.
ولكن للأسف الشديد فإن بعض كبار المسؤولين في الحكومة لا يشاركون الملك وغالبية القيادات في رؤيتهم بأهمية الرياضة، فخادم الحرمين الشريفين يشق على نفسه ويحضر الفعاليات الرياضية رغم ازدحام جدوله، كما أنه يهب لنجدة المؤسسة الرياضية كلما دعت إلى ذلك الحاجة والأمثلة كثيرة آخرها التكفل بجميع ديون اتحاد كرة القدم وتقديم تحفة الملاعب في جدة، والأهم من ذلك أن "أبو متعب" قريب من الشباب يسهل لهم كل متطلباتهم، وقد كان رد المقام السامي واضحاً توجيه جميع قطاعات الدولة المعنية بالتعاون مع ملف استضافة كأس آسيا وتذليل الصعاب في طريق القائمين عليه.
لكن يبدو أن لوزارتي المالية والتجارة رأي آخر ، حيث أن الخطابات الروتينية المؤكدة لدعم الحكومة للاستضافة لازالت تدور في دهاليز البيروقراطية في الوزارتين الهامتين.. فكيف يمنحنا الاتحاد الآسيوي حق الاستضافة إذا لم يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحكومة توفر الغطاء المالي والإداري للبطولة التي سيشارك فيها أربعة وعشرون منتخباً آسيوياً سيحتاجون لعدد من الخدمات الحكومية التي بادر بعض المسؤولين بتأكيدها وتأخر البعض فتعطل الملف وقد نخسر الاستضافة بسببهم.
تغريدة tweet:
إن لم تفز المملكة العربية السعودية بحق استضافة كأس آسيا 2019 فسيلقي الكثيرون باللوم على الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو بريء من التقصير طالما بعض الأجهزة الحكومية لا تدعم توجه الحكومة، وعليه فإنني أتمنى من جميع القطاعات الحكومية والأهلية الوقوف قلباً وقالباً مع ملف الاستضافة، بما في ذلك الإعلام الرسمي والخاص الذي ننتظر منه متابعة الخطوات عن قرب وبحماس يشجّع المسؤولين عن الملف بالمضي قدماً في مسيرة لن تكتمل إلا بتضافر جهود الجميع .. وعلى منصات العمل الوطني نلتقي..