الدكتور علي بن سعيد الغامدي أحد قدامى الصحفيين الرياضيين إذ تعرفت عليه عندما كنا نعمل في هذا المجال قبل سنوات طويلة حيث كان يراسل صحيفة اليوم القسم الرياضي ويصف المباريات ويجري المقابلات والتغطية الإعلامية الرياضية المعروفة. ثم لعبنا سوياً في مباريات كرة القدم نمثل فريق الصحفيين مع زملاء أعزاء أحدهم رئيس تحرير هذه الصحيفة سعد بن فالح المهدي. وبعد ذلك التحقنا في العمل الأكاديمي من بداية سلمه وابتعثنا لإكمال الدراسات العليا وعدنا لخدمة الوطن والمواصلة في مجالات متعددة. وكنا على تواصل في أمريكا ونتبادل الزيارات العائلية بين الولايات. وشارك الدكتور علي في إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية وخلفني في برنامج وجه لوجه للقناة السعودية الأولى. وتميز في البحث العلمي الأكاديمي في مجاله حتى وصل إلى درجة الأستاذية البروفيسورية في أبحاث متقدمة المستوى في مجال الهندسة المدنية تخصص النقل والمرور. وحقق براءة اختراع سجلت له في أمريكا. وكان من أبرز من حذر من خطورة الحوادث المرورية وأصبحت مقالاته وأبحاثه مرجعاً داخل المملكة وخارجها. وللأسف هذا الدراسات لم يتواكب معها تضافرالجهود المشتركة من القطاعات المختلفة، إذ لاتزال الأزمة تسهم في زيادة نزيف الدم على الأسفلت كأعلى بلد في العالم في الحوادث المرورية. وتألق الدكتور علي في نهضة جامعة الملك سعود إبان تولي مسؤوليتها من قبل معالي الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان. وشهد التبادل المعرفي والبحث العلمي والأوقاف والكراسي العلمية قفزة متميزة صعدت بها الجامعة لمراتب متقدمة في ترتيب الجامعات العالمي. وانتهت فترة الدكتور علي إلى أن اختاره أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود أميناً عاما للهيئة الاستشارية للباحة. وأقيم حفل تكريمي في نادي ضباط قوى الأمن من قبل أعيان الباحة تكريماً للدكتور علي. وشهد حضورا أكاديميا واجتماعيا جميلا أسهم في الكلمات الأستاذ الإعلامي القدير حامد الغامدي والدكتور عبدالرحمن الزامل الذي أثنى على تجربة الجامعة والشركات مع القطاع الخاص وأودية التقنية والبحث العلمي، وتحدث أيضا الدكتور نواف الفغم عضو مجلس الشورى وقدم الحفل الإعلامي أسامة العشماوي وألقيت قصائد جميلة إحداها للشاعر طاهر العشماوي. وكانت كلمة الدكتور علي مؤثرة وهو يدعو لوالديه (رحمهما الله) ويعتز بما قدموه له، كما شكر رفيقة دربه أم أولاده وأنه بنى بيتاً في القرية لها في المكان الذي كانت ترعى فيه الغنم. وعموماً جميل الوفاء وتقدير أبناء الوطن للتخلص من عقدة القاصرين في أن إقامة العلاقات الإنسانية تعتمد على تعزيز العلاقة مع أصحاب الكراسي والمناصب للانتفاع منهم بحيث ينقطع التواصل حال ابتعاد المسؤول من منصبه.