يلعب منتخبنا الوطني مساء اليوم مباراة تحصيل حاصل مع منتخب إندونيسيا في الدمام، في حين تحتضن الرياض فعاليات معرض الكتاب الدولي، حيث تحل دولة إسبانيا ضيفة على المعرض وقد تشرفت بدعوة للمشاركة في ندوة عن "كرة القدم الإسبانية بوصفها عملاً ثقافياً"، ومن سوء حظي أن موعد الندوة يتزامن مع المباراة فكان عليّ اختيار بينهما فوجدت في مشاركتي عملاً وطنياً يستحق التضحية بالمباراة.
الليلة سأحاول توضيح الأثر الكبير لكرة القدم الإسبانية على ثقافة المجتمع السعودي، حيث يحظى نجومها ومنتخبها وعملاقاها ريال مدريد وبرشلونة بمتابعة الغالبية العظمى من الشباب السعودي، والعالمون بالغزو الفكري يعرفون الآثار المترتبة على التعلق بالنجوم والمناسبات والمدن والثقافات، لأن الوقت الذي تقضيه في مشاهدة أو قراءة الفعاليات الإسبانية يجعلك تقترب من المجتمع الإسباني وثقافته من حيث لاتشعر، وحين يتزايد التقارب وترتفع نسبة المحبة يكون لذلك تأثيرات كبيرة على المجتمع والاقتصاد وغيرهما.
ولعل الجميل في الأمر أننا كمسلمين كنا قد استوطنّا إسبانيا (الأندلس) ثم أخرجنا منها فنشأ عداء بين الأمتين الإسبانية والإسلامية، ولكننا اليوم نعود من خلال بوابة كرة القدم لنسيح في مدن تحمل أسماء عربية وتفتخر بمعالم سياحية إسلامية الأصل والمنشأ، ويقيني أن التقارب بين شباب الدولتين السعودية وإسبانيا يتزايد يوماً بعد يوم من خلال تشجيع المنتخب والأندية والنجوم.
ولذلك لم يكن مستغرباً سعي الاتحاد السعودي لكرة القدم لدعوة المنتخب الإسباني للعب المباراة الافتتاحية لملعب الملك عبدالله بجدة أمام منتخبنا السعودي، ولازالت الذاكرة تحتفظ بأجمل المباريات بين المنتخبين الشقيقين، ربما كان أجملها آخر مباراة لعبها منتخبنا الوطني في كأس العالم بألمانيا 2006، وحسب علمي أن الاتحاد سيوجه الدعوة لبطل كأس العالم للعب مع منتخبنا فور فوز ذلك المنتخب بالكأس الأهم.
تغريدة tweet:
معرض الكتاب فرصة لاختيار الكتب وتنمية مهارة القراءة وجعلها هواية تنمي الفكر والسلوك معاً، وكم يحز في نفسي أن أرى المتشرد الغربي بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب يجلس على الرصيف أو في النفق ولكنه يمسك بيده كتاباً يقرأه فيغذي العقل والروح معاً، في حين ننعم بكل مسرات الدنيا ولا نخصص وقتاً للقراءة ولا نستأنس بصحبة خير جليس في الزمان .. وعلى منصات الوعي نلتقي.