|




د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
ماذا لو كانت ضمائرهم حية؟
2014-03-05

الإعلام الرياضي ابتلي بإعلاميين ليس لهم في الرياضة شيء، فأتيحت لهم الفرصة في مجال يعد الأسرع لمن أراد الشهرة في ظل انعدام الرقابة عليه فأصبح مجالها خصباً لضعاف النفوس للإساءة للآخرين، فكما نشاهد في ميداننا الرياضي اليوم هجوما قاسياً على اللاعب المبدع الخلوق عبد الله العنزي، رغبة من بعض العقول المتحجرة أن ينصبوا أنفسهم وصيين على كرة القدم بل على المنتخب السعودي الأول على وجه التحديد، فشككوا في انتماء اللاعب وحبه لوطنه في مجال هو أكبر منهم وليس فيه عين صائبة نحو المصلحة الوطنية للرياضة السعودية وبدأوا يضعون قرارات ويؤلفون عقوبات هي للهدم لا للإصلاح، ولا أدري ماذا يودون الوصول إليه، وندرك أن مصلحة المنتخب الوطني أولى ولكنهم تجنبوا الطريقة المثلى لمعالجة الأمر. هذا الإعلام المتعصب المتشدق بالصدق والوطنية وهو بعيد عنها هو من حارب اللاعب المميز وكابتن المنتخب ياسر القحطاني حتى أثر على نفسيته ومازال يعاني من أسبابه وموجاته التي لاترحم متناسين أنه ابن من هذا الوطن الشامخ فهبط مستواه في وقت كنا ننتظر أن يكون اللاعب السعودي الأول المناسب أن يلعب محترفاً في الخارج وليس في دورينا المحلي، وكل منا يتذكر الإعلام السعودي ماذا قال عن الأسطورة ماجد عبد الله في وقت مضى، ولكن ماجد كان أكثر صلابة وحنكة ممن أراد تحطيمه، واليوم جاء الدور على الحارس المميز العنزي وهو مازال في بداية نجوميته، يريدون إسقاطه من نجوميته، ولكن يبدو أنهم فشلوا فبدأوا ينشرون سمومهم وكلامهم غير المقبول في مجال نحن أحوج مانكون للرقي بألفاظنا وأنفسنا، وأن يقولوا الصدق والأمانة في وقت قل فيه الصدق والكلمة الطيبة في مجالنا الرياضي. ونسي هؤلاء قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايلقي لها بالا هي من سخط الله يهوي بها في جهنم سبعن خريفا) رواه مسلم. ومازلنا نبحث عن القدوة في مجال رياضي ابتعد به البعض عن أهدافه(كن رياضيا)لأنهم لن يعيشوا إلا على إظهار غيظهم في الناجحين، متناسين أنهم سيسألوا عما يقولون كما جاء في قوله تعالى" يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون". فاتقوا الله وشجعوا اللاعبين أصحاب النجومية بعيداً عن الميول والتعصب لكي يعيش نجومنا الواعدة في بيئة صحية صالحة ومجال رحب في حياتهم الرياضية، لتتاح لهم الفرصة لخدمة هذا الوطن الغالي بعيداً عن ضعاف النفوس، لكن ماذا لو ضمائرهم حية تتكلم؟