الرغبات الكبيرة في الحياة لا تحمل قدراً مكافئاً لها من السعادة.. تكتشف ذلك وأنت تسير بأقصى سرعة في مشوار طويل، لم تكن تلتفت خلاله لتلك الأشياء الصغيرة التي كانت تتراقص بألوان جميلة يمنة ويسرى.. تدعوك لتملأ رئتيك بهواء نقي يمنحك قوة تحتاجها لمواصلة السير.. تتجاوزها رغم كل ما يصيبك من إعياء لتختصر المسافة بين الرغبة والغاية مدفوعاً بمشاعر احتفالية لحدث ما زال صورة نموذجية لما تحب أن يكون.
يا له من استنزاف كبير لروح لا تقبل السجن.. ما بالك تقسرها.. تخدعها باسم (المثابرة) وأنت تعرف أنها تحتاج إلى زاد روحي لتواصل المشوار إلى حيث الهناء (المزعوم).. تكتشف ذلك لحظة الوصول..
الحمد لله على السلامة.
شكراً.
لقد كان عملاً شاقاً؟
جداً.
شكراً على جهودك.
عفواً.
لابد أنك تشعر بالسعادة؟
لماذا؟
لأنك نجحت في الوصول إلى الهدف وتحقيق الإنجاز.
إنني أشعر بالإعياء أكثر.. وأشعر بأن أشياء كثيرة قد سقطت مني.. أشياء لا يمكن لي أن أستعيدها.. وسأخسر مزيداً منها إن واصلت السير على تلك الطريقة التي باتت مفضلة لكل من يبحث عن النجاح.. تلك الطريقة التي تفتقد إلى الحكمة.
الغريب أن تتحدث عن الخسائر في لحظة احتفال.
ما غريب إلا الشيطان.. ذلك الذي سرق أشيائي الجميلة.. سر سعادتي.. أجبرني أن أسير مثل فرس (ملجم) ينظر إلى الأمام.. أوهمني بفكرة المنافسة والتحدي.. كنت أظنها جسر عبور المبدعين؛ قبل أن أرى المتسلقين وهم يصلون قبلي إلى ضفة النجاح متسللين.
إلى اللقاء.
إلى أين؟
سأعود من حيث أتيت.. علي أن أجد أشيائي الصغيرة.. ألملم ما بقي منها.. أمنحها حبي لتأخذني إلى حيث الحلم الأكبر.. سر السعادة القديم الذي لا يتغير.. (طاعة الله)، إلى اللقاء.