|


د. حافظ المدلج
شر الحاسد
2014-04-26

كلنا نردد المعوذات بشكل يومي، وكلنا يسأل الله الوقاية من "شر حاسد إذا حسد"، وقد جمعني حوار طويل مع مجموعة من شباب الخليج اتفقنا في نهايته أن أهم آفات الرياضة هي "شر الحاسد".

يبرز مدرب وطني شاب يحمل خبرة تراكمية باللعب تحت إشراف مدربين عالميين كانوا يعتبرونه مساعداً لهم، بل عمل في الطاقم التدريبي لفريق عالمي اكتسب منه المزيد من الخبرة وأتقن لغات إضافية يتحدثها بطلاقة وقدم عملاً مميزاً في عامه التدريبي الأول فاحتل مركزاً متقدماً ولم يسلم من "شر الحاسد".

يتميز محلل رياضي سعودي مبدع، فتتخطفه القنوات الرياضية الخارجية ويحصل على دخل يليق بقدراته ليواصل التفرغ والإبداع، ثم يعود للوطن ليخدم كرة القدم السعودية فلا تتاح له كامل الفرصة، وتنكشف فوارق التحضير والجهد بينه وبين غيره، فتبدأ نار الغيرة منه ومعها معاناته من "شر الحاسد".

يسافر مذيع رائع للدراسات العليا في أفضل جامعات الغرب، ويعود بشهادة متخصصة في الإعلام ويتوقع أن تفتح له الأبواب كما يستحق، ولكنه يصدم بمعاملته مثل من لم يجلس يوماً على مقعد الجامعة، ويقبل بالنصيب منتظراً التقدير فيطول الانتظار، ومع ذلك لا ينجو من "شر الحاسد".

الأمثلة كثيرة في وسطنا الرياضي الذي يعاني من آفة "الحسد" والغيرة التي تجعل المميز ضحية لتميزه، فتبدأ الحرب عليه من البعيد والقريب بطريقة تحيّر العقول الواعية، ففي الغرب والشرق يتم دعم المميزين وتقديمهم كسفراء للوطن في كل مكان، وتتم دعوتهم للمناسبات الرسمية ليفاخر بهم عند الضيوف وتسهل مشاركتهم في المؤتمرات والمحافل الدولية ليرى العالم النتاج المميز لتلك الأوساط الرياضية.

ولكن في هذا الوطن الذي نعشق ترابه تكسر مجاديف المبدعين وتعرقل مسيرتهم، فيرغمون على الرحيل إلى الفضاءات المجاورة التي تستقبلهم وتكرمهم، فمتى نرعى المميزين ونحميهم من "شر الحاسد".



تغريدة tweet:

في كتاب "حياة في الإدارة" يروي المغفور له بإذن الله "غازي القصيبي" كيف تولى وزارة الصحة التي كان ولي العهد "فهد بن عبدالعزيز" يراها الوزارة المستعصية على الإصلاح، واليوم أراها تتعامل بعدم مبالاة مع مرض "كورونا" الذي ينتشر في البلاد والوزارة تكتفي بنشر البيانات بدلاً من توزيع الكمامات في المدارس والجوامع والمجمعات وذلك أقل القليل .. وعلى منصات الصحة نلتقي.