أرقام متميزة أو(مميزة) للهواتف الثابتة والجوالة تنزل علينا هنا في بريطانيا دون طلب أو (واسطة) أو(مزاد).
حالة غريبة تدهش المبتعثين وخاصة المغرمين منهم بالتميز.
إذاً.. أرقام الهواتف المميزة ليس لها سوق في بريطانيا في الوقت الذي يشهد فيه السوق الخليجي ظاهرة هوس حقيقي بما يسمى (أرقام مميزة) بدأت بأرقام لوحات السيارات و(زاطت) بظهور الهواتف النقالة قبل أن تصل إلى أرقام الأوراق النقدية، إذ يحتفظ بعض الخليجيين بأوراق نقدية تحمل أرقامًا مميزة، ويتداولونها بأعلى من قيمتها.
ولأن صاحبكم ليس مهووساً بحالة التميز الرقمي المستشرية في دماء كثير من الأصحاب اليوم فلن أبرر ما يجري عندنا حتى بعد أن علمت أن لوحة سيارة تحمل الرقم (18) قد بيعت في هونج كونج لرجل أعمال بعد 43 مداولة في مزاد علني لأرقام السيارات بمبلغ 2.1 مليون دولار أمريكي. وهذا السعر القياسي يزيد نصف مليون دولار أمريكي على السعر الذي دفعه الثري ألبرت يونج رئيس مجموعة (الإمبراطور) الترفيهية الذي اشترى لوحة سيارة تحمل رقم (9) عام 1994 مقابل 1.6 مليون دولار أمريكي.
ولا أدري ما قيمة هذين الرقمين عند أهل هونج كونج، كل ما أعرفه أن الأرقام غير العادية أو التي تحمل معنى معيناً تعد رمزاً للجاه والنفوذ بين الأثرياء في هونج كونج، وأن الحكومة تقيم مزادات لأرقام السيارات منذ عام 2004.
نعم.. هوس الصينيين بالأرقام المميزة لا يحرضني لقبول هذه الظاهرة محلياً وخليجياً فهي بكل تأكيد ليست فضيلة ولا حتى تدخل في دائرة الاستحباب ولن أقول أكثر، وسأكتفي بالقول بأن هؤلاء لا يعدون قدوة لنا وإلا فتعالوا نأكل ما يأكلون من دود وفئران وقطط وتماسيح وصراصير وسلاحف وثعابين وضفادع.. وكل ما يدب على الأرض.
لا أجد في اقتناء الأرقام المميزة ما يضيف لي شيئاً أو يحقق لي شعوراً جميلا.
إنني استحسن رأي أحد الأصدقاء الذي زار يوماً فرعاً من فروع شركة الاتصالات للاطلاع على مجموعة أرقام مميزة تباع بـ 3450 ريالاً وخرج يردد بكل تذمر إنها لا تستحق حتى 500 ريال.. ولا أعلم شيئاً عن تلك الأرقام المميزة ولكني أثني على مقولة صديقي وأزيد بأنني لن أدفع فيها حتى خمسين ريالاً.
لكي تكون متميزاً لابد أن تضيف شيئاً للمجموع .. وأمثلة هذا التميز لايمكن أن تحصى.. إنها باختصار كل إضافة جديدة تقدم فائدة للناس.
يبدو أن تحقيق التميز في هذا الإطار لم يعد أمراً سهلاً فراح كثير من الناس يبحثون عنه عبر ميادين الاقتناء وليس الابتكار،
إلى أين أيها الباحثون عن التميز؟