|


د.تركي العواد
شبيه الريح .. وش باقي؟
2014-05-21

من الآلام والتجريح .. مذهلة .. يا بدايات المحبة .. سألتها .. ما أجمل "سألتها" .. أذكى قصيدة قرأتها. جئت تمتطي الريح .. سحرتنا بكلامك .. أضفت لمفرداتنا ألف كلمة وكلمة .. نستيقظ من عز النوم ، ونهز رؤوسنا بقوة غير مصدقين أنك رئيسنا .. مفكر، شاعر، رئيس .. الله .. الله .. الله .. خلطة غير ممكنة إلا في خيالات القصص .. لم تكن شاعرا فقط، بل رئيسا رائعا حول الهلال لقصيدة .. لديوان .. لمعلقة. أعطيت الهلال لمعة .. شيء كالبرق .. كآخر لحظات الشفق .. آسف .. آسف .. شيء ما أقدر أوصفه.

أما اليوم فلا برق ولا بريق ولا شفق .. بل نتائج محبطة .. كأنك إنسان آخر لا نعرفه .. خلعت عباءة الأديب .. رجعت تتحدث مثل رؤساء الأندية .. أعذار ووعود السنة القادمة .. سنذهب بعيدا جدا .. جدا .. جدا السنة القادمة.

تغيرت كثيرا .. طورت قدرتك على خلق الأعذار .. طورت قدرتك على الإقناع لا قدرتك على الفوز.

لقاؤك الأخير كان مملا، ليس لنا فقط بل لك أنت أيضا .. لم أشاهد من قبل ضيفاً يعاني الطفش قبل أن تبدأ الأسئلة .. حاولت كسر الملل الساكن عيونك بالرسم واللعب بالجوال، وتجاهلت حتى الكمرة. طال اللقاء عليك فأصبحت تعيد وتزيد في نفس الأجوبة. يا خسارة .. كنت أستمتع بلقاءاتك السابقة.

تحمل رسالة واحدة .. راض كل الرضا عن نتائج هذه السنة، ومقدما عن نتائج السنوات المقبلة .. أنت الهلالي الوحيد الراضي عن أسوأ مواسم زعيم نصف الكرة الأرضية. عرفنا رضاك المطلق عن الموسم قبل أن يبدأ .. حكمت بعينين .. عين الرضا وعين العاطفة. ستبقى راضياً ما دمت تنظر للأمور من هذه الزاوية .. لا أسوأ من الخروج من الموسم بلا بطولة إلا الهبوط للدرجة التالية .. السنة القادمة امتداد لهذه السنة. فالرضا والقبول شعارك .. صدقني أصبحنا نحفظه.

الفشل بين .. والنجاح بين .. وليس بينهما أمور متشابهة. رقم واحد مهم .. رقم واحد فقط يفصل بين السنة الناجحة وغير الناجحة .. ليس عدد التمريرات .. ولا الأهداف .. ولا النقاط .. ولا الأعذار .. التاريخ لا يعترف إلا بالبطولات. لن يتحول الفشل لنجاح حتى لو تجمل وابتسم وحُمل على الأعناق. سُيذكر دوماً موسم 2013ـ2014 بدون الهلال.

سبب انفعالك هذا الموسم .. سبب مشاهدتك للمباريات في الغرف المغلقة .. الصراع الشرس بين المنطق والعاطفة أنك لا تريد الاعتراف بموسم الفشل .. المشكلة أنك تصر على نجاح التجربة.

بأي مقياس هي ناجحة؟

خلقت منطقك الخاص "شاعر من حقك" .. ولكنه بالنسبة لنا .. عاطفة في عاطفة.

وفي الأخير .. أحبك كثيرا .. ولكن هذا لا يغير حقيقة أن نتائج الهلال هذه السنة .. جدا .. جدا .. جدا مخجلة.

وين المفكر .. وين الحكيم؟

وين البطولات .. وين الزعيم؟

أبترك كثير الأسئلة .. وأسأل عن قصيدك .. وكفى.