|


د. حافظ المدلج
شاغل الناس
2014-05-21

لست من أهل السهر، خصوصاً حين أكون مكلفاً بجدول امتحان في السابعة والنصف صباحاً، ولكنني كغالبية الرياضيين سهرت مع وسائل الإعلام القديم والجديد للتأكد من عدم قتل حلم "المدرب الوطني" المرتبط ببقاء النجم الأسطوري "سامي الجابر" موسماً آخر في تدريب الهلال، وفي طريقي للجامعة كان "صديقي - سامي" في المطار مغادراً إلى مدريد للترتيب للموسم المقبل، وقد شبع نوماً البارحة في وقت سهر فيه معظم الرياضيين على مختلف ميولهم، فتذكرت صديقي الآخر "المتنبي" حين قال: أَنـامُ مـلءَ جفونـي عَـنْ شوارِدِهـا ... ويسهـرُ الخلـقُ جَرّاهـا وَيَخْـتصِـمُ.

وبدأت أرى جوانب التشابه بين الصديقين العزيزين، فكلاهما "شاغل الناس" بمختلف المشاعر والميول، وكلاهما "أسطورة" في مجاله شاء من شاء وأبى من أبى، وكلاهما سيبقى ذكره خالداً على مرّ الزمان، فوجدت نفسي أربط بين الصديقين وأرسل من "المتنبي" إلى "سامي": إذا ترحّلـتَ عـنْ قـومٍ وقـد قدَروا ... أن لا تفارِقهُـمْ فالراحلـون هـُـــمُ.

كنت قد كتبت وقلت مراراً بأن المحافظة على "الجابر" مدرباً قد تكون المحطة الأهم في مشروع "المدرب الوطني" لينتقل من مرحلة "مدرب الطوارئ" إلى "المدرب المحترف"، وبرأيي أن من يحاول التركيز على أخطاء البدايات في الموسم الأول يرتكب خطأ أكبر بتجاهل المنجز العام الذي يبشر بالخير ويعد بفتح مجال التدريب على مصراعيه للمدرب السعودي، ويوافقني صديقي "المتنبي" قائلاً: كـمْ تطلبـونَ لنـا عيبـاً فيُعْجزكـُمْ ... وَيكـرَهُ الله مـا تأتـونَ والكـَــرَمُ.

ومن منظور أوسع فإن دعم "الجابر" كرياضي يمثل رسالة عامة للشباب المبدع بأن وطنهم هو الأحق بهم وإبداعهم، فقد تعبنا من رؤية المبدعين في كل مجال يهاجرون إلى الخارج حيث يحتضنهم من يعرف قيمتهم حين أهملناهم، ويقيني أن من يمارس الطرد ومحاربة المبدعين هم العاجزون عن مواكبة التطوّر، وكأنهم يريدون تضييق الأرض بما رحبت على المبدعين من باب الغيرة والحسد، وحينها سنردد سوياً مع صديقي "المتنبي" شعاري المفضل: شـرُّ البـلادِ مكـانٌ لا صديـقَ بـِهِ ... وشـَرُّ مـا يكسِـبُ الإنسانُ ما يَصِـمُ.



تغريدة tweet:

صديقي "المتنبي" أوصاني بنقل رسالة لكل من طالب أو تمنى سحب الثقة من "سامي الجابر" فقال:

ومـا انتفـاعُ أخـي الدنيـا بِناظِـرِهِ ... إذا استـَوَتْ عِندَهُ الأنـوارُ والظُّـلُـمُ ..وعلى منصات الثقة نلتقي.