ضحكت ملء بطني عند التعاقد مع كانيدا .. وضحكت بعد التوقيع مع الفريدي .. قلت وقتها لم يبقَ إلا إبراهيم هزازي ليكتب البطل نهايته.
شاهدنا النصر .. يشبه النصر ولكنه لا يعرفه .. كأنه فتح جديد .. هيئوا أنفسكم للأعذار من الآن .. لكل أب يهمه ولده .. لكل أب يخاف على فلذة كبده .. لا تأخذه معك للملعب وهذا مدربه .. ستؤثر على دراسته .. ستؤثر على مستقبله .. ستهز ثقته في نفسه.
من شوه بطل الدوري؟
من غيّر ملامحه؟
من جلب له المنقذ كانيدا؟
كان عاطلا قبل أن يدرب الاتحاد ثم عاد للبطالة من بعده .. وسيعود عاطلا لسنين مديدة بعد هذه المغامرة .. انتشلوه .. من أين انتشلوه؟ .. من التقاعد المبكر .. من دائرة النسيان .. من خط الفقر .. وقعوا معه بسرعة البرق قبل أن يدخل الريال ويخطفه.
بطولة العين كشفت قلة حيلته .. أعاد النصر سنوات بدهائه .. عاد عبدالغني للتهجم على الحكم واستفزاز الخصم بعد سنة هادئة .. تركهم العنزي يعسكرون ويستعدون ويتعبون .. وصل قبل المباراة ولعب كأن الفريق بلا مدرب ولا أدري ولا رئيس .. مدرب قوي شخصية .. هذا أصلا ما يميزه.
الظاهرة الأغرب هي الكروت الحمراء والصفراء التي حصل عليها الفريق في دورة ودية .. عادت من جديد الروح الانهزامية .. عاد الاعتراض على التحكيم .. ولعب دور الضحية .. اعتقدنا أن النصر بعد موسمه الناجح سيكون أكثر هدوءا .. ولكن التشنج والانفعال حضرا بقوة .. سيطردون معيض مرة أخرى .. سيرجع الجن للمعسكر .. والعين صابتكم .. وستكثر إصاباتكم .. تحتاجون لشيخ متمرس في إخراج الشياطين .. والبخور، أكثروا من البخور.
مؤامرة واضحة .. هناك من يعبث بالفريق .. منذ فاز بالدوري وهو محسود .. وبحكم أنني ابن قرية والشك يجري في عروقي ولا أستطيع أن أمنعه .. فإنني أجزم أن هناك يداً خفية تسعى لتدميره.
يدمر النادي نفسه من الداخل ثم يبحث عن أسباب خارجية. فعلا بداية مثالية .. لبطل سيحافظ حتماً على لقبه.
النصر يصنع المدربين .. آخر نكتة .. سنرى صناعته للأسباني .. لن يصمد لأكثر من أربع جولات مع المعجزة. كارينيو من صنع النصر الحديث وأنتم تفننتم في تحطيمه .. حوله من فريق لا يعرف إلا الركض لفريق بطولات .. تخلصتم من الساحر وتعاقدتم مع العاطل .. أي جرأة تملكون .. لا أظن أن من تعاقد مع كارينيو هو نفسه من تعاقد مع كانيدا .. ليس نفس الشخص .. لا يمكن أن يكون نفسه .. شخصان مختلفان .. عبقري كان يتخذ قرارات النصر .. أما اليوم فشخص آخر .. لا لن أصفه .. سأترك المهمة للجمهور، فهذه مهمته.