لا تزال الحقيقة الواحدة هي صلب ما نعاني منه في مجتماعاتنا العربية، فنحن في هذه الفترة نعيد فترة خطيرة فيما يخص مستوى النقاش واحترام وجهات النظر المقابلة، ولا يزال أحدهم يلتقط لأمَةَ حربه وحسامه.. حينما ينوي الدخول في حلبة نقاش فكري، ليس لأنه يجهل الحقيقة، ولكن لأنه لا يريد الاعتراف بها.
إن أكثر ما نحتاجه عند النية في الدخول في مناقشة شخص بعينه في موضوع معين ، سواء ذلك في توقيت قد خططنا له أو عن طريق صدفة عارضة.. بعض الأمور التالية:
ـ الإنصات أولاً إلى المتحدث الآخر حتى ينتهي من النقطة التي يود التحدث عنها.
ـ محاولة الاستماع بجهد وعدم الانشغال بأمور أخرى قد توضح للطرف الآخر أنه يتحدث بشكل ممل.
ـ عندما يتحدث الطرف الآخر لا تجعل ذهنك مشغولاً في ترتيب الجمل التي ستقولها بعد انتهائه من الحديث، وحينها لن تكون قد فهمت ما قال، وسيكون رده على ما تقول غير واضح، لأنك لم تحسن الرد حول الأمر الذي كان يتحدث عنه.
ـ كن هادئاً.. وابتعد عن الانفعال.. واحترم وجهة النظر المقابلة، ولا تجتهد في إرغام محدثك على الاقتناع بما تود قوله.
ـ كن موفقاً في اختيار الشخص الذي تود مناقشته، كأن يكون ممن لديه حماسة للنقاش، وتخرج بفائدة من الوقت الذي ستمضيه معه.
وأخيراً، فإن النمو الذهني والفكري للإنسان لن يكون موفقاً ما لم يكن من الذين يحسنون الاستماع أكثر من التحدث، ويتوقعون الخطأ فيما يقولون أكثر مما يتوقعون الصواب، فقد قال الشافعي رحمة الله عليه :(رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، وهناك مثل غربي يقول (قد أختلف معك اختلافاً جذرياً فيما تقول.. ولكن سوف أستميت في الدفاع عنك.. حتى تقول كل ما تود أن تقول).. والله ولي التوفيق.