|


د. سعود المصيبيح
وعين السخط تبدي المساويا
2014-08-07

هذا بيت شعر من أبيات جميلة للإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ يقول (وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. ولكن عين السخط تبدي المساويا) وهذا ينطبق على قلة محتقنة لا ترى إلا الأشياء السوداوية فيما يجري في الوطن العظيم.

جمعتني نهاية الأسبوع مع مجموعة مختلفة المشارب ومتنوعة في الاهتمامات وبدأنا نتحدث عن هذا النقد الحاد الموجه لكل ماهو جميل في وطني ونحن نرى المخاطر تهددنا من كل جانب فهناك من يسلط انتقاداته على مهرجان تراثي ترفيهي وطني ظل لثلاثين عاماً منارة وعي وثقافة وتميز، وهناك من يريد إيقاف معرض الكتاب وتصويره على أنه ضد الوطن، وهناك من ينتقد الأجهزة الخدمية بالسماع أو من تجارب فردية وهناك من ينتقد برامج الترفيه في الصيف والأعياد فهل لا يوجد لدينا أشياء جميلة؟

قال أحدنا: إن هناك حملة تستهدف الوطن عبر الفيس بوك والتويتر، والإنترنت وأكاد أجزم أنها موجهة من خارج الوطن لبث الشائعات وإيجاد حالة من التوتر والاحتقان، وهم قد درسوا نفسية المواطن السعودي وعاطفته الدينية ويقرأون صحفنا ويتابعون واقعنا فيبدؤون بإيجاد حالة من النقد الحاد الذي يجد قبولا من قليلي الخبرة ويبدأ بالانتشار لتكوين رأي عام في ظل عدم وجود منهجية واضحة في الرد والتوضيح والحوار.

قال آخر: ليلة البارحة خرجت بتجربة صرت فيها فخورا بوطني حيث ألمت بطفلتي ذات الثلاث سنوات وعكة صحية مفاجئة وخطيرة فذهبت بها إلى أقرب مستشفى وكان مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي في الرياض التابع لجامعة الملك سعود في وقت متأخر في الليل. ورغم عدم وجود ملف لي ولست من منسوبي التعليم العالي إلا أنني سعدت بالرعاية والاهتمام بحالة ابنتي وحرصهم عليها بل ولله الحمد تابعوها بعناية حتى زال عنها الخطر دون وجود أي معرفة بأحد ودون أن أدفع شيئا حيث كان الفريق الطبي والإداري الموجود آنذاك في قمة حسن الأداء.

قال مواطن ثالث: بالأمس خرجت منح لعشر من قريباتي لدراسة تخصصات طبية واقتصادية في جامعات خاصة من قبل وزارة التعليم العالي وبمبلغ كبير لكل طالبة على حساب الدولة وهناك 9 من أفراد أسرتنا الكبيرة ضمن مشروع الابتعاث المكلف جداً والطموح جداً فلماذا لا يرى البعض إلا عين السخط؟

قال متحدث آخر: يا أخي لقد ذهبت وعائلتي للعمرة في رمضان وحمدنا الله على نعمة الأمن والأمان، وأننا عبدنا ربنا بيسر وطمأنينة وروحانية عظيمة، فجاوبه آخر: بأن الوطن على تعاليم الإسلام يحيا ويعيش ولهذا يأتي الكثير من العرب والمسلمين للعيش هنا مع أسرهم لتربية أولادهم تربية دينية وفق تعاليم الإسلام ويحرصون للعمل هنا نظرا لمعاناتهم في بلدانهم أو في بلدان يعيشون بها .

فختم آخر زميل بقوله: فلنكن يداً واحدة ضد من يستهدف الوطن ولنعمل بجد واجتهاد كل في موقعه من أجل المحافظة عليه، وأن نرفع أكف الضراعة بأن يحفظ أمن هذا الوطن واستقراره من عبث العابثين وكيد الكائدين، فقلنا جميعا: آمين.