فجع الوطن بوفاة الفريق الركن زميم بن جويبر السواط مدير عام حرس الحدود ـ رحمه الله ـ بعد أن أصيب بنوبة قلبية وهو على رأس العمل. والفريق زميم أحد رجالات الوطن المخلصين الذي عرف بالجدية والإخلاص والعمل الدؤوب ونظافة اليد والنزاهة ومخافة الله. وشهد حرس الحدود نقلات متميزة في عهد إدارته بتوجيهات من وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وتشرفت بمعرفة الفقيد منذ سنوات فكان نعم الرجل تعاملا وأخلاقا ووطنية وجدية. ويسجل له إنجازات عمل في مد طرق على الحدود بجهود ذاتية وبإدارة وطنية كان ذلك محل تقدير ولاة الأمر وفي مقدمتهم الأمير نايف ـ رحمه الله. وعرف الفريق السواط بالشجاعة ومعايشة جنود وأفراد حرس الحدود وتنقل معهم بين سواحل الجزر وقمم الجبال وشاركهم في عدة عمليات منها تبادل إطلاق النار مع المهربين. وتم ضبط مجموعة أسلحة ومهربين كما أفطر ـ رحمه الله ـ في رمضان مع الجنود وتبادل معهم الأحاديث وتلمس احتياجاتهم بروح الأخوة بعيدا عن كونه قائدا لهم. وعرف عنه ـ رحمه الله ـ البساطة والسمات الإنسانية الرفيعة وحب الخير ومساعدة الناس. وقد لقي ربه وهو يحمل هم الوطن عاشقا لترابه معتبرا الدفاع عن وطنه ومقدراته شرفا يتسابق إليه الكثيرون، فكانت النتيجة أن نال شرف تراب مقبرة البقيع التي احتضنت جثمانه. فقبل سبعة أيام من موعد وفاته توجه الفقيد إلى مستشفى قوى الأمن لزيارة مصابي حرس الحدود في مواجهة الوديعة مع الإرهابيين في شهر رمضان الماضي قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في ذات المستشفى منقولا إليه من مكتبه في الإدارة العامة لحرس الحدود وهو على رأس العمل شهيدا للواجب بإذن الله يرقى بعدها إلى رتبة فريق أول ويستحق بعون الله لقب شهيد الواجب حيث عرف من ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ الوفاء وتقدير المخلصين. وأسهم الفريق السواط بحصول قطاع حرس الحدود على شهادة الأيزو العالمية في مجال الإشراف وتنفيذ الطرق كأول جهة عسكرية تحصل عليها رسميا من هيئة الواصفات والمقاييس السعودية. وكانت جهوده واضحة في ربط شرورة بالخرخير بطريق تم إنشاؤه من قبل رجال حرس الحدود بمعداتهم وبطول 500 كم وأنه يجري العمل في مشروع سفلتة الشريط الحدودي بطول 1260كم. وتميز الفقيد بتفوقه الدراسي إذ تخرج من كلية الملك فهد الأمنية بتقدير ممتاز وتدرج في الوظائف والأعمال والمناصب الإدارية والقيادية في كل من الجوف ومكة المكرمة والرياض حتى حصوله على درجة الماجستير في العلوم العسكرية ثم تقلد منصب مدير الإدارة العامة للصيانة والنقل ثم مساعدا لمدير عام حرس الحدود حتى تم تعيينه مديرا عاما لحرس الحدود. واختم قائلا أن الوطن يقوم على أمثال هؤلاء الرجال المخلصين وفقدهم مؤثر جدا في المشاعر والوجدان ولكن الوطن غني برجاله وحرس الحدود جهاز ضخم ومتميز كان للفقيد ـ رحمه الله ـ بصمته حيث شهدت عن قرب الكثير من مناسبات التخرج وكفاءة التدريب ومجالات التطوير لهذا الجهاز الهام وندعو الله عز وجل للفقيد الرحمة والغفران وجنات الفردوس برحمة الله ورضوانه، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وتلامذته وزملاءه الصبر والسلوان على هذه المصيبة الكبيرة والحدث الجلل، و(إنا لله وإنا إليه راجعون) وليعرف شبابنا رجالات وطنهم الذين يرابطون ويجاهدون على حدود بلادهم لحماية أرض العقيدة والإسلام والخير والنماء والمحبة والعطاء.