|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
كم علمتني جلاسكو
2014-08-29

ماذا علمتني جلاسكو؟.. هذه الحسناء التي عشقتها من أول نظرة؛ فرحت أتغزل في وجهها الجميل وقوامها المتناسق والحلة الخضراء التي ترتديها.. وذاك الوشاح الأبيض الناعم الذي يلفها شتاءً.. ليأتي الليل ـ يزفه الشفق بألوان الجمال ـ فيأخذها لتنام مبكراً.. قبل أن تصحو من جديد كأجمل عروس.

هكذا بدأت تلك الأمسية التي تشرفت وسررت كثيراً بتقديمها للإخوة المبتعثين في مدينة جلاسكو الذين أحاطوني بحب كبير وكرم غزير؛ بعد أن رحت أندب حظي.. أبكي على (أطلال) تلك الأماكن التي جمعتني بإخوة أحبة كرام.. قضيت معهم أوقاتاً من الأنس الطافح.. قلت وفي القلب لوعة: الأيام الحلوة لا تعود.. حاولت أن ألملم بقايا ذاك الحلم الجميل.. أرجوه أن يطول.. وأفقت على هذه الحقيقة: ذهب ذاك الرعيل الفريد.. أدركت ذلك فرحت أبحث عن الساكنين الجدد.. (غردت) أسأل عن (أراضيهم) لتأتي الإجابة سريعة من أخي العزيز إبراهيم الغامدي طالب الدكتورة في الموارد البشرية: ذهب المحاربون القدامى.. قلوبنا وبيوتنا مفتوحة لك يا دكتور.. ما أسرعها من استجابة وما أجمله من رد.. وتحدثنا في الهاتف.. قلت له: تقصد ذهب العاشقون؟.. أجاب: نعم.. وعرفت بعده أنه عاشق جديد.. كان تحولاً مبهجاً حتى وإن أتى متأخراً.. حين دخلت (بيت المسلم) ـ المكان الذي كنا نجتمع فيه سابقاً وأقيمت فيه الأمسية ـ طافت بي الذكريات.. قلت للرعيل الجديد الجميل: أصواتنا.. أنفاسنا ما زالت هنا.. وأنتم ـ يا من أتيتم لتروني وتستمعون لحكاياتي ـ امتداد لنا.. بل أنتم نحن.. شعرت بذلك، وكم تمنيت لو أنني باق لأعيش معكم أياماً أجزم أنها ستكون حافلة بالهناء.. مضيئة كوجوهكم.. ما أجملكم وما أسعدني بلقائكم.. إن أمد الله في عمري ستجدونني هنا العام المقبل لأكون في صحبتكم أحكي لكم قصصاً أخرى عما عشته وتعلمته.. وتحكون لي عن كل التغيرات التي طرأت، لنكتب سوياً رواية هذه الحسناء التي ما زالت تناديني وتذكرني بكل من رحلوا وتقول لي: لا تبتئس فأنتم هنا.. إلى اللقاء.



[email protected]