كانت لجان اتحاد القدم تستأنس برأي الأندية قبل إصدار اللوائح والجداول بتوجيه من رؤساء الاتحاد آنذاك سلطان بن فهد ونواف بن فيصل، ثم يتم الإقرار والتعهد بعدم المطالبة بتأجيل المباريات أو تقديمها، ولكن تتكرر الأسطوانة مع كل مشاركة خارجية فيطالب النادي بتغيير مواعيد المباريات المحلية بحجة الاستعداد للمباريات الخارجية، وكانت مفاجأة لي - بوجود د. خالد المقرن وياسر المسحل وأحمد العقيل ونعيم البكر - أن مدرب أحد الأندية اشتكى من تغيير مواعيد المباريات وتذمر من عدم تمكينه من اللعب حسب الجداول المعتمدة، فأخبرناه أن إدارة ناديه هي التي تطالب بالتغيير.
في الغرب والشرق حيث تتطور كرة القدم وتزداد حدّة المنافسة فيها لا تطالب الأندية بتأجيل المباريات أو تغيير أماكن إقامتها حين تصل الفرق لأدوار هامة داخلياً وخارجياً، بل إن الأساس هو تعويد النجوم على ضغط المباريات التي ستواجههم في المنافسات الدولية مع المنتخبات والأندية، ورأينا كيف كان "ريال مدريد" يلعب مبارياتي نصف نهائي دوري الأبطال أمام "بايرن ميونيخ" وبينهما مباراة قوية في الدوري لم يتم تأجيلها، وهذا حال كل الأندية بلا استثناء.
برأيي المتواضع أن النادي يخطئ حين يطالب بتأجيل المباريات وتغيير الجداول لتخفيف الضغط عن نجومه استعداداً لمباريات هامة، لأنه بذلك يعطي النجوم ذريعة للتحجج بضغط المباريات وتأثيرها على العطاء والنتائج، وقد ذكرت مراراً أن رئيس النادي الذي يلوم التحكيم على نتيجة المباريات يوفر لنجوم الفريق أسهل الأعذار في حال الإخفاق لأنهم سيعلقونه على شمّاعة التحكيم، والأمر ذاته ينطبق على الرئيس الذي يضع اتحاد الكرة خصماً للنادي فيطالب بالاستثناءات ويقنع الفريق وإعلامه وجماهيره أن عدم موافقة الجهات المعنية عليها سيعيق الفريق عن الانتصار، مع أن الأولى أن يرفع الجميع شعار "لا للاستثناء".
تغريدة tweet:
أتابع الإعلام في أفضل دول العالم كروياً ولا أشاهد حملات التشكيك في اتحادات الكرة ولجانها وجعلهم شماعة الإخفاق للنادي الذي يفشل في الوصول لأهدافه، ولا أنسى قبل عامين حين كان الكلاسيكو بين مباراتي نصف النهائي لدوري الأبطال التي جمعت ريال مدريد مع بروسيا دورتموند وبرشلونة مع بايرن ميونيخ، وكلنا يتذكر أن قطبي الكرة الإسبانية خسرا التأهل للنهائي ولكنهما لم يوجها سهام اللوم للاتحاد الإسباني.. وعلى منصات عدم الاستثناء نلتقي.