|


د.تركي العواد
بعثة.. بدوي هلالي
2014-09-17

اجتهدت كما لم اجتهد من قبل.. كتبت وكتبت وأخيرا توقفت.. كتبت قصة.. كتبت رواية.. شيء يشبه الحكاية.. عن مبتعث سعودي سافر لأمريكا ليدرس.. خرج من البداوة للوس انجلوس.. خرج من هنا لهوليوود.. صراع ما بعده صراع.. صراع بين البداوة والحياة.

سكن في الجامعة فأصبحت القصة أكثر غرابة.. لو عاش لوحده لتركه الناس في حاله.. ولكنه أصر على السكن مع أمريكي.. لكم ان تتخيلوا حياته.. اي حوار سيكون بينهما.. أي لغة مشتركة.. وجد نفسه وجها لوجه مع العنصرية.. كيف يتعامل معها؟ كيف يحمي نفسه؟

تعكس الرواية أدق تفاصيل سكن الجامعة وما يحدث في سكن الجامعة.. لا ترسلوا أبنائكم لسكن الجامعة.. تجربة فريدة.. ولكنها مؤلمة.. تصف الرواية كل شيء حتى رائحة ما يدخنونه.

ستأخذك لصراع جديد يعيشه البدوي مع المرأة.. رحلة عمر من الجفاف والحرمان تنتهي بامرأة.. لا يعرف التعامل مع الرجل فكيف سيتعامل مع المرأة؟

ستضحكك وتبكيك.. ستستفزك وترضيك.. ولكنها لن تكذب عليك.. لن تُجمل واقع طلابنا في الخارج بل على العكس ستعريهم.. كل خفاياهم وأسرارهم مكتوبة بالتفاصيل الدقيقة.

لن أقول لكم أكثر فهذا ما سُمح لي بقوله في رواية "بعثة.. بدوي".

مقطع قصير لصراع البدوي مع شنبه

"نظر للشعر المتناثر بعشوائية فوق شفته العليا.. خليط غير متناسق من الشعيرات الطويلة والقصيرة.. السوداء والبنية.. النحيلة والسميكة.. نظر لوجهه من الجنب في المرآة.. ما أقبح شنبه من الجنب.. قالت "كيت" شيئا عن الشنب لن ينساه.. مسك موس الحلاقة.. قربه من شنبه.. سيقضي عليه بجفاف.. لا حاجة لرغوة حلاقة.. نظر له نظرة أخيرة.. ودعه.. الله يرحمه.. تراجع عن قتله.. فقد رافقه لأكثر من تسع سنين.. لو أن شنبه طفلا لكان في الصف الثالث الابتدائي.. ولكن كثرة الكلام حوله في الفترة الأخيرة تجعله يفكر جديا في القضاء عليه.. وضع الموس على الشنب ثم سمى وتخلص منه بالكامل. أحس ببرودة تضرب وجهه.. لم يكن يعرف أن الشنب له دور آخر بخلاف كونه رمزا مضللا للرجولة.

قبل امشي:

لم يسعفني الوقت لكتابة شيء عن الهلال.. معي اسبوع كامل لأكتب عنه.