|


د. سعود المصيبيح
مباراة في تشلسي
2014-10-19

وجدت نفسي سريع التغيير في تشجيعي للدوري الإنجليزي، حيث كنت من محبي نادي مانشستريونايتد نظراً لاقترانه بالبطولات والتنافس مع ليفربول عندما كان التلفزيون السعودي قناة واحدة ولايوجد أي قناة أخرى يمكن مشاهدتها، وكان يعرض مباريات الدوري الإنجليزي عصر يوم الجمعة حيث آخر عهدي بالتلفزيون في بيت أخوالي قبل عودتي لأيام الدراسة الأسبوعية في بيت والدي (رحمه الله) الذي لم يكن به تلفزيون. وكان للمعلقين الراحلين أكرم صالح وموسى بشتوني (رحمهما الله) دور في تقديم الكرة الإنجليزية بأسلوب جميل.وبعد سنوات من المتابعة بدأ تأثير أبنائي صالح ونايف علي يزيد بحماسهما واندفاعهما لفريق تشلسي ومعرفتهما لأسماء نجومه واضطراري لمشاركتهما متعة المباريات ومشاكلتهما بتشجيع الفرق المنافسة ومنهم فريقي السابق مانشستر يونايتد... ومع البريق والمستوى المميز لفريق تشلسي ولونيه الأزرق والأبيض اللذين أعشقهما كثيراً وجدت نفسي أميل لتشجيع تشلسي وأعلنت خيانتي وتغيير تشجيعي الكروي في الدوري الإنجليزي من مانشستر يونايتد إلى تشيلسي.. وبدأت أتفاعل مع هذا الفريق الذي يقدم مستويات رياضية راقية... ولكن يبقى السؤال مهماً: لماذا نرى هذا الاندفاع من النشء لمتابعة الكرة الأوروبية بشكل ملحوظ مثل الدوري الأسباني والإيطالي والإنجليزي والاشتراك في القنوات المشفرة ومتابعة البطولات الأوروبية وهذا لم يكن في السابق.. وهل لثورة الاتصالات والفضائيات والانفجار المعلوماتي والإنترنت دور في ذلك أم أن الهيمنة الثقافية والإعجاب بالمتفوق هو السبب في ذلك؟ ولاشك أن أوروبا قارة متقدمة كثيراً في الجوانب العلمية والحضارية والتنموية... وعموماً لست من أصحاب نظرية المؤامرة وأرى ذلك في جانبه الترفيهي فالكرة الأوروبية متقدمة وكان ميسي وزملاؤه في مباراتهم مع ريال مدريد صورة من الإبداع الإنساني في المجال الرياضي.

أعود مرة أخرى وأشيد بما طرحه د. حافظ المدلج من الفكر الاستثماري الذي تدير عقلية الأندية الأوروبية مثل ريال مدريد وأرباحه من عقد لاعبه كريستيانو رينالدينو، ولماذا لاتفعل أنديتنا مثل ذلك وهي التي تعيش على التبرعات حيث تتأخر حقوق اللاعبين ومرتباتهم وهذا لايحدث في فريقي المفضل حالياً تشلسي.وقد عشت تجربة حية في إجازة هذا الحج حيث حضرت مباراة تشلسي مع الأرسنال في الخامس من شهر أكتوبر على ملعب تشلسي بصحبة الأبناء صالح ونايف والأبن عبدالله الراجحي ابن الصديق العزيز والدوبلوماسي المتميز خالد الراجحي والزميل أحمد فرح. وكانت مباراة ديربي صعبة جدا، بداية بالحصول على تذكرة المباراة التي كان سعرها الحقيقي 320 ريالاً وارتفع إلى 2400 ريال تباع من قبل السماسرة عبر الإنترنت أو قبل الدخول للملاعب من قبل بعض شريطية التذاكر. وبعد الدخول للملعب ذهبنا إلى متجر النادي الذي كان في قمة التنظيم والاحترافية في الاستثمار فكل شيء متاح للبيع من قمصان الفريق وملابسه إلى أكواب القهوة وبعض المقتنيات المنزلية. وأعجبنا التنظيم في الدخول والخروج وكثافة المنظمين ولكن المقعد متاح بالرقم ولن يأخذ أحد مقعدك. وصادف أن مزحت مع الزميل أحمد فرح بحجة أنني أشجع الأرسنال وفوجئت بأحد المنظمين يسألني عن النادي الذي أشجعه فبادرت فورا بأنه تشلسي وإلا أخرجني من الملعب فورا نظرا لدقتهم في هذا الأمر وكل فريق لابد أن يجلس مشجعوه في المكان المخصص لهم. وفعلا كانت مباراة جميلة انتهت بفوز تشلسي بهدفين نظيفين ومستوى رائع ومتعة كروية في التنظيم والمستوى الرياضي المتقدم والملعب الجميل والسيطرة الأمنية الواضحة.