|


د. محمد باجنيد
مع خالد الراجحي.. في دروب مختلفة
2014-10-24

بعد (جسر من ضوء) كتابه الذي قدم لنا فيه قصصاً مشوقة لـ (تأملات باحث في دروب قلاسقو).. ها هو يأخذنا مرة أخرى في (دروب مختلفة) كتابه الجديد.. يثبت لنا من خلاله ذلك الثراء الكبير في تجربته.. إنه خالد الراجحي.. رجل الأعمال والأكاديمي والكاتب.. هو إنسان (طبيعي) قبل كل شيء وضع تحت هذه الأخيرة خطوطاً كثيرة؛ لأنها أساس التأثير.. كن أنت.. لا تحتاج إلى أن تكذب ولا حتى تتجمل.. إنها النصيحة الأثيرة للقدرة على التأثير والتغيير، وهو ما يسعى خالد الراجحي لتقديمه من خلال تعبيره الصريح والمريح - في نفس الوقت - عن مواقف حقيقية عاشها وتفاعل معها وراح يكشفها في قالب نصي محكم ومشوق.. شخصيته التي أعرفها كانت تتجول في (دروب مختلفة).. فها هو يستهل كتابه بلمسة (وفاء) حين أهداه للعامل الذي كان يصنع له القهوة طوال عشرين عاماً. وها هي الحكمة تتجلى لابن (أشهر رجال الأعمال السعوديين) إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق.. نعم، هذا (الثري) علماً وتجربة وفكراً يجد اليوم من يتحلق حوله.. خارج دائرة المال.. يتعلم من تجاربه.. يستخرج منها دروساً لا تقدر بثمن.. إنه السوق الكبير الذي نجتمع فيه ونتفاوض لعقد مزيد من الصفقات الفكرية والإنسانية.

سألني (وصولي) مرة عما إذا كان هناك أعمال تجارية تجمعنا.

قلت بـ (القلب المليان): تجمعنا (دروب مختلفة)!

قال متعجباً وقد بدت عليه ملامح الخيبة: يعني ما في (بزنس)؟!

قلت: (بزنس) فكري.. إنساني.. إن صاحبي يجيده وأحرص على أن نستثمر فيه معاً.. أما التجارة فلم أدخل دروبها مع أن (جيناتها) تتجول في دمي ودم آبائي وأجدادي.. نعم، أخذتني الحياة في دروب العلم والأدب والفن.. وحين التقيت (أبا عبد الملك) انصرفنا إلى تلك القواسم المشتركة التي تجمعنا.. وها أنا اليوم أسعد واستمتع برحلة معه في كتابه الجديد (دروب مختلفة) يطلعني فيها على بداياته في العمل الأكاديمي بعد أن عاد إلى الوطن حاملاً شهادة الدكتوراة، وتجربته الغنية في عالم (تويتر).. (بدايات) مثيرة راح صاحبي الجميل يتأملها واصفاً تطوراتها، مفصحاً عن حالة من الشك - في ردة فعل القارئ - باتت تنتابه خلال مرحلة الكتابة، مؤكداً على فائدتها الكبيرة في تجويد العمل والشعور بالرضا. ولا أجد سوى أن أنفي هنا ذلك الشك الذي اعتراه مؤكداً تلك المهنية العالية و(الثراء) الفكري والأخلاقي الذي يتمتع به.

اقرؤوا (دروب مختلفة) لتجتنبوا عثرات بداياتكم وتصححوا مساراتكم وتعززوا فرص نجاحاتكم.