|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
الخيبري وباخشوين.. كلنا لاعبون
2014-11-21

قامت الدنيا ولم تقعد يوم (خبصها) مدرب المنتخب السعودي في اختياره اللاعبين في المباراة الافتتاحية أمام قطر؛ واجتمعت آراؤهم – في أحد جوانب المشكلة - على عدم منطقية اختيار (الخيبري) بدلاً من (باخشوين) الأفضل فنياً والأكثر جاهزية مع تقدير الجميع لإمكانيات اللاعب الخلوق عبد الملك الخيبري وعطاءاته الجميلة في الدوري.

لقد قام الإعلام بدور كبير في إيصال رأي الجماهير إلى المسؤولين؛ لتأتي الاستجابة سريعة ويتم تعيين باخشوين بأمر (جماهيري) بديلاً للخيبري ويصلح الحال فوراً ويتفرغ باخشوين لمهمته فيؤديها على أكمل وجه ويساهم في ظهور المنتخب بشكل أفضل.

لقد كانت مباراة البحرين مفترق طرق، وكان لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها قبل أن يخسر المنتخب وتكبر المشكلة وتتعاظم تأثيراتها النفسية ليس على باخشوين وحده بل على جميع اللاعبين والإداريين والجماهير العريضة التي أضحت اليوم تمثل الرأي العام المؤثر في كرة القدم، لأن الجميع يعمل من أجل اسعادهم وتعزيز حبهم وفخرهم ببلادهم.

إنه – إذاً - زمن الاحتراف.. زمن الملايين!.. واللي تكسب به ألعب به.. إنها المهنية التي هي سر الانتصارات في كرة القدم.

لا شيء يفسد الأشياء ويقتل الطموح مثل هذه التجاوزات في اختيار الأفراد في المواقع الوظيفية خاصة في الأجهزة الحكومية، التي ما زالت غارقة في (العشوائية) وتبني قراراتها على الانطباعات السريعة في تجاهل سافر للمؤهلات والقدرات! وأسباب هذه التعديات كما كشفت كثير من الدراسات تعود إلى وجود محسوبية و تواطؤ بين القادة الإداريين، وانتهاك صريح لذلك المبدأ العادل (وضع الشخص المناسب في المكان المناسب)!

آه.. ما أكثر القرارات التي تصدر في الاجهزة الحكومية ولا تأخذ في الاعتبار تأثيراتها السلبية على مصالح الناس.. تطغى (الأنانية) لتحجب الموضوعية باعتبارات وهمية لم يكلف المسؤول نفسه للتأكد منها!.. أين المعايير المهنية؟!.. إنني أبحث عنها.. تلك التي أعادت باخشوين بسرعة.. وهي التي غابت الجماهير بغيابها عن مدرج المنتخب!.. لا تظلموها.. تلك الجماهير الوفية.. إنها تحب الوطن ولكنها أرادت أن توجه رسالة إلى المسؤولين بضرورة تصحيح أخطائهم ليعودوا! وها هم يعودون في مباراة اليمن بعد أن أعادوا الأمور إلى نصابها!.. ولكن، من يعيد لـ (زيد) وظيفته التي أخذها (عبيد)؟!.. للمواطنة جناحان: واجبات وحقوق.. ومتى ما توازنا حلّق الإنسان بقدراته وطموحاته رافعاً وطنه عالياً.. نعم.. الموظفون (لاعبون) أيضاً.. يبحثون عمن يدعمهم ويمنحهم حقوقهم.. يخرجهم من حالة الخضوع التي كرسها ذلك الخوف من تجاهل أكبر يزيد من أوجاعهم.. نعم.. ليس الخيبري وباخشوين وحدهما من يلعبون للمنتخب.. كل الموظفين الحكوميين يمثلون البلد.. ويتطلعون لخدمته بحب حقيقي لا يمكن له أن يموت، ولكنه مسجون بأمر الشللية والمحسوبية.. لا بارك الله فيهما!