يستخدم أرباب التكفير والتفجير الإنترنت بشكل شيطاني خبيث في التغرير بصغار السن والشباب والوصول إليهم عبر مواقعهم الشبابية، وإثارة القضايا المثيرة حول وضع المسلمين، واختلاق قصص وحكايات كاذبة عن تعرض المسلمات في دول معينة للاغتصاب والإيذاء على يد أعداء الإسلام أو غيرهم من الأعداء، ومع إمكانية حدوث بعض التجاوزات المشينة من هؤلاء، إلا أن الهدف الرئيسي لهؤلاء هو إخراج الشباب من أوطانهم واختطافهم فكرياً وعقائدياً حتى يكفروا بلدانهم ويكون خروجهم بهدف التدريب والشحن وغسل الأدمغة، ثم يعودون إلى بلدانهم للتكفير والتفجير والإرهاب.
وهذا جميعه يهدف لغزو الشباب سواء في الاستراحات أو شبكات الإنترنت ومخططاتهم هي هز الوحدة الوطنية في بلادنا وإرباك الشباب وتفكيرهم. والمؤسف أننا نجد أن أرباب الإسلام السياسي في الدول العربية لا يبذلون جهداً في معالجة المشكلات التي تعاني منها الدول العربية كالفقر والغلاء والبطالة والجريمة، بل يحرصون على زيادتها وتجاهل أهميتها والتهوين منها لتقويض اللحمة الوطنية وشعبية الحكومات والقادة، حتى يمكن لأرباب التكفير والتفجير العمل بين الشباب في الإنترنت لإضعاف الدول وإرهاقها، ليجد هؤلاء الطريق أمامهم سهلة لتنفيذ مخططاتهم الخطيرة.. ومن يتابع مواقع الإنترنت للشباب والناشئة وحتى الرياضية منها يجد أن منتدياتها تعج بأفكار مسيسة مربكة للشباب عن الجهاد والقتل والتفجير وإثارة الاندفاع والتشكيك في مصداقية الدول، ليسهل تمرد الشباب وإقناعهم بالأفكار المتطرفة، وهنا ينبغي التحذير من كتب منشورة في مواقع إنترنت غير محجوبة عن التربية الجهادية وعن الحث على الموت لنيل الشهادة، وسهولة وجود الأناشيد الإسلامية المهيجة، كما أن تجنيد الشباب للتكفير والتفجير هو من صميم فكر النظمات التكفيرية مع الحرص على نشر الأناشيد الثورية التي تنادي بالجهاد والعصيان والحث على العمليات الانتحارية، وملء هذه الأناشيد بهدير الرشاشات وأصوات التفجيرات وتكبير المقاتلين ودمجها مع بعض وصايا التكفيريين السابقين.. ويحرصون على مراسلة صغار السن على بريدهم الإلكتروني واستقطابهم وشرح أفكار التكفير والتفجير، ويحذرون من علماء الأمة المعتبرين ويسمونهم علماء السلطان حتى لا يأخذ الشباب منهم.. مع التركيز على أناشيد تعزي في من يقتل في العراق، وأنهم بين الحور العين، واستخدام عبارات مثل فجروهم كيف كانوا، والمجاهدون قادمون، وأنا في الميدان، وجهزونا وسلحونا، وبارودتي بيدي.. مع وجود كم هائل من وصايا التكفيريين السابقين الذين يعرضونهم كأبطال مع الحث على جمع التبرعات، واستخدام مواقع الإنترنت بشكل ملحوظ، وإيجاد الملفات التي يمكن تحميلها للتدريب وصناعة المتفجرات وتجنيد الأعضاء.. وهنا أسوق هذا الأمر هنا لتحذير الشباب من مواقع التكفير والتفجير، ومن الموضوعات التي تتسلل بين المواقع الرياضية والشبابية وتحمل تزهيداً في الحياة وإقحام الشباب في قضايا سياسية وإثارة مشاعرهم وهم صغار السن لا يدركون عواقب ما يفعلون، وهنا مسؤولية الآباء والمربين والمسؤولين عن المواقع الشبابية والرياضية لعدم الاستهانة بمثل هذا الطرح والحزم ضده.. وفعلاً نحن نعيش في عصر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي وينبغي عدم إهمال المواد الموجودة فيه فهي لغة شباب هذه الأيام.