هل تعلم عزيزي القارئ أن المنتخب الألماني منذ عام 1908م حتى اليوم تعاقب على تدريبه 11 مدرباً فقط لا غير، بينما منتخبنا السعودي تعاقب عليه في نصف المدة 51 مدرب وسيستقبل المدرب الثاني والخمسون قريباً إذا وجد الاتحاد السعودي من يقبل العمل كـ “مدرب مؤقت” لمنتخبنا الذي لا يصبر على مدرب أكثر من عامين، وفي أغلب الأحوال لا يكمل المدرب عامه الأول بسبب استعجال النتائج وضغوطات الإعلام والجماهير وعدم وجود استراتيجية واضحة لأغلب المنتخبات والأندية الخليجية.
“المدرب المؤقت” ثقافة أصبحت مرتبطة بكرة القدم الخليجية – إلا من رحم ربي – فأثرت على طريقة التفكير المرتبطة بعناصر اللعبة والنجاح فيها؛ ولذلك أصبح “المدرب” هو كبش الفداء والشماعة الجاهزة لتعليق الأخطاء أو جوانب القصور في أداء المنتخب والنادي، ولعل أصدق الأمثلة على مستوى المنتخب إقصاء مدربين متميزين بسبب عدم الرضى عن اختياراتهم في التشكيل أو طريقة إدارتهم للمعسكرات، فتمت التضحية بهم رغم أن النتائج كانت تؤكد نجاحهم.
بلغة الأرقام فاز “لوبيز” بجميع مبارياته الرسمية وتعادل في اثنتين وخسر واحدة، ورغم أنني لم أجد فيه الخيار المثالي للتعاقد بديلاً عن “ريكارد”، إلا أنني أقول بأن الهجوم الإعلامي عليه كان السبب الوحيد للإقالة، وسيأتي مدرب جديد من وحي اختيارات الإعلام والجماهير ليقود المنتخب في نهائيات آسيا ويرحل قبل أن يكمل عامه الأول، لتستمر ثقافة “المدرب المؤقت” تعصف بالكرة السعودية ومثيلاتها في الخليج، بانتظار من يتخذ قراراً بالتعاقد مع مدرب مميز بعقد لا يقل عن ثلاث سنوات لا يمكن إلغاءه تحت أي ظرف أو ضغوطات، فهل يتحقق الأمل؟
تغريدة tweet:
كان “سامي الجابر” ناجحاً مع الهلال دون أدنى شك، فقد حقق أعلى عدد من النقاط في الدوري خلال السنوات الأخيرة للفريق، كما أن المستوى كان متصاعداً حتى بلغ ذروته عندما لم تستقبل شباكه أي هدف في المباريات الأخيرة مع الارتفاع الملحوظ في مستوى أغلب النجوم، ولكن رغم كل ذلك تمت التضحية بالمدرب لأنه لم يحقق اللقب بفارق نقطتين فقط، ولذلك يمكن القول أن خسارة واحدة من الثلاث مباريات التي خسرها كانت سبباً في إلغاء عقد مدرب كان أحق بالاستمرار من الإدارة التي أقالته، وعلى منصات المدرب “غير” المؤقت نلتقي،،،