كنت قد قطعت على نفسي عهداً بأن نتعاون جميعاً على دعم منتخبنا الوطني في مهمته القارية ونؤجل الحديث عن الأندية حتى الفراغ من المحفل الآسيوي الكبير، ولذلك فالزعيم الآسيوي الذي يعنيني اليوم هو المنتخب الذي حقق كأس آسيا أعوام 84، 88، 96، ورضي بالوصافة في 92، 2000، 2007، ومثّل القارة في كأس العالم 94، 98، 2002، 2006، وتلك الأرقام تجعله دون شك زعيماً في فترات تسيّد فيها المشهد، مع تنازله عن عرشه للمنتخب الياباني في الآونة الأخيرة، ولكننا ننتظر عودة الزعيم.
اعتلاء القمة يتطلب تضافر كافة الجهود ووضع خطة محكمة يلتزم بها الجميع، ولا داعي لإعادة اختراع العجلة فهناك نماذج رائعة وناجحة بإمكاننا أن نختار أحدها أو نمزج بعضها ببعض ونستعين بالخبرات المحلية للتأكد من ملاءمة الخطة لواقع حالنا ثم نبدأ رحلة الصعود للقمة دون توقف أو التفات لمن يحاول إعاقة منتخبنا عن الوصول للقمة التي يستحقها وتستحقه، فمن أين نبدأ؟
أترك الخيار لصاحب القرار، ولكنني أنصحه بثلاث تجارب ناجحة عليه أن يختار أحدها أو يمزجها ببعضها شريطة إدخال بعض العناصر الوطنية التي تتوفر فيها الخبرة والحكمة الاطلاع على التجارب الدولية، فالتجارب الأنجح برأيي المتواضع هي الألمانية واليابانية والفرنسية بترتيب الأفضلية، فألمانيا وضعت خطة شاملة أساسها الخطة الفرنسية ولكن لمدة أطول وعلى نطاق أوسع، فقد أخبرني المشرف على المنتخب الألماني لكأس العالم2030 أنه لايعرف من سيلعب في ذلك المنتخب ولكنه يعلم يقيناً أن جميع نجومه موجودون الآن وتتراوح أعمارهم بين أربع سنوات واثنتي عشرة سنة، ولذلك فمهمته العثور عليهم وصقلهم وتجهيزهم لذلك المنتخب الذي سيكون المرشح الأقوى للفوز بتلك الكأس، وقد قال بالحرف الواحد إنهم استوحوا التجربة الفرنسية التي بدأت من1990-2000 وتم تلافي ما فيها من قصور فأصبحت الخطة الألمانية من2000ـ 2030 وأراها الأمثل والأفضل وأتمناها لمنتخباتنا الوطنية.
تغريدة tweet :
سبق للقيادة الرياضة أن حاولت الاستفادة من التجربة الفرنسية، فجاء "جيرارد هولييه" العقل المدبر لتلك الخطة ومعه "ريك باري" المدير التنفيذي الأول للبرميرليق وقاما بدراسة لمدة أربعة أشهر قدما خلالها مقترحات لم يتم تنفيذها فماتت الخطة قبل أن تبدأ، ولذلك أعاود التأكيد على أهمية تضافر الجهود والالتزام بالخطة.. وعلى منصات التخطيط نلتقي.