مات الملك الأب.. القريب من الناس ببساطته.. الحكيم بقراراته.. يستخرجها من (قلب) واع.. ذهب (حكيم العرب) وبقيت حكمته لتكمل مسار دولة (العقل) حكومة وشعب!.. (الحرص على أمن الناس) واستقرار هذا البلد الأمين.. بلد الحرمين الشريفين هو الكنز الأكبر الذي ورثه فقيدنا الغالي أبو متعب (رحمه الله) من أخيه فهد وسلمه إلى ولي عهده سلمان ليصطف المسؤولون وأعيان البلد يبايعون الملك الجديد في مشهد بات مألوفاً ومعروفاً طوال تاريخ الحكم السعودي، فيما الناس في كل أرجاء الوطن يملؤهم الحزن على فقد زعيم مختلف أحبهم فأحبوه، وبكى من أجلهم فبكوا حين ودعهم، وألسنة قلوبهم تقول: (بدري ترانا بعد من حنانك ما ارتوينا).. لقد خيم الحزن على الوطن الحبيب وامتد إلى خارجه ليرثيه المحبون في كل أقطار الدنيا!.. فيما راح المرجفون المتربصون لهذه البلد المنتشرون على هذه الأرض المشتعلة - التي تأكل بعضها بلا هدى ولا بصيرة – يمارسون التشكيك في قدرة البلد على مواصلة الثبات والاستقرار في نهجها الحكيم في الداخل والخارج.. راحوا يتخيلون صراعاً، وصداماً وانقساماً بين لبراليين ومحافظين على مستوى الشعب!.. ظنوا – وما أكثر ظنونهم الآثمة – بأن خطراً محدقاً سيحل بأكبر بلد مصدر للبترول؛ قبل أن تلجمهم قرارات ملك حكيم تلقى البيعة في اللحظات الأولى من وفاة الملك عبد الله بكل يسر وسلاسة وسط تأييد شعب عزيز جبل على الطاعة وتشربها عقيدة ووفاء.. مظاهر اليبرالية والتشدد التي يتكلمون عنها ما هي إلا مظاهر لسلوكيات محدودة ولا ترتقي لمستوى التوجهات في بلد يسير فيه الناس على بصيرة حكاماً ومحكومين على هدي من الكتاب والسنة النبوية المطهرة.. هناك أساس متين لا يحيد عنه كل الناس في هذه البلاد.. إنه (التوحيد) الركن المتين الذي يقوم عليه الدين.. إنه ضابط الأخوة التي تجمعنا، وفينا المحسن والمقتصد والظالم لنفسه.. لن تمزقنا هذه الاختلافات الطبيعية الموجودة بين أفراد البيت الواحد.. نحن أمة قامت على (الوسطية) وهي حضننا الآمن الذي يجب أن يعود إليه كل جاهل وغاو ومتشدد يُحمّل الدين ما لا يحتمل!.. أيها الأوصياء في زمن الذل العربي.. النفط الذي نحرك به العالم.. ليس أكبر ثروة نملكها.. اطمئنوا.. فالنزاع الذي تتوهمونه لا يليق ببلد تملؤه الحكمة.. نعم.. مات (حكيم العرب) ولكن الحكمة ما زالت باقية وعلينا جميعاً أن نحكم بها أعمالنا لنسهم في خدمة هذا الوطن الفريد بكل أمانة وإخلاص.. رحم الله الملك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز.. وحفظ لنا الملك سلمان وولي العهد مقرن وولي ولي العهد محمد بن نايف ووزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي محمد بن سلمان وأعانهم جميعاً على كل ما فيه خير البلاد والعباد.. وحمى الله بلادنا من كيد الحساد.