انتهت ثاني بطولات الموسم وسجل التاريخ "أول بطل" لكأس ولي العهد مقرن، وكانت المباراة في مستوى الحدث والحضور الجماهيري زينه "التيفو" المعبر عن الولاء لولاة الأمر في تأكيد جديد لأهمية الرياضة في مدّ جسور التواصل بين الحكومات والشعوب، ويقيني أن كل من تابع المباراة يغبط المملكة العربية السعودية على حالة الصفاء والوفاء التي تجمع الشعب السعودي بحكومته الرشيدة.
سأترك التحليل الفني للمختصين فيه وأكتفي بالحديث عن أهمية استثمار المباراة ـ والمناسبات الرياضية الهامة ـ للتعلم من دروسها التي تتكرر كل عام دون أن نلحظ أي تغيير في التفاعل مع الحدث، ولعلي أركز هنا على استثمار المباراة الهامة كجسر للعلاقات الدولية التي نعاني فيها ضعفاً كبيراً، ففي مثل هذه المباريات في الدول المجاورة وخصوصاً قطر والإمارات تستثمر مباريات الكؤوس لدعوة الشخصيات الرياضية العالمية والآسيوية والعربية والخليجية كخطوة في طريق طويل من التواصل مع القيادات المؤثرة، وينعكس هذا العمل الاحترافي بشكل إيجابي على العلاقات الدولية بين صنّاع القرار في معظم دول العالم والدولة المستضيفة، ويتضح أثر تلك العلاقات حين يحضر صندوق الانتخابات أو عند التصويت على القرارات، ولذلك فإن هناك أكثر من عشرة رؤساء اتحادات آسيوية من قطر خلال السنوات العشر الماضية، وسيكون لقطر والإمارات نصيب الأسد من استضافة البطولات القارية والدولية خلال السنوات القادمة نظراً لمتانة الجسور التي تربطهما بصنّاع القرار آسيوياً ودولياً.
مملكتنا الحبيبة تتميز بخاصية إضافية لم تستثمر بالشكل الصحيح، ألا وهي الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين الراغبين في أداء فريضتي الحج والعمرة، ويقيني أن هناك عشرات من صنّاع القرار الرياضي الذين يمكن دعوتهم لحضور مثل هذه المباراة وربطها بأداء مناسك العمرة والزيارة، وبالتالي توطيد العلاقة معهم وتعميق الروابط التي تثمر عندما تتنافس الدول على المناصب أو تنظيم البطولات.
تغريدة tweet:
كمتخصص في التسويق يعجبني استثمار الشرق والغرب للمناسبات – وابتكارها أحياناً – لصناعة حدث يتم من خلاله تسويق الكثير من السلع والخدمات، مثل أيام الأب والأم والحب الذي يصادف اليوم ويحتفي به الكثيرون دون علمهم أنه ذكرى وفاة القسيس "فلنتاين" الذي قتل في 14ـ2ـ270م، وكنت أتمنى أن يكون رمز الحب شخصية من تاريخنا مثل "قيس"، فنبتكر بدل أن نقلد، وعلى منصات الاستثمار نلتقي،،،