|


د. حافظ المدلج
لعبة التركيز
2015-02-18

جميع الألعاب الرياضية تتطلب قدراً كبيراً من التركيز للتفوق على المتنافسين، وكرة القدم بكل تفاصيلها تحتاج إلى التوازن الذهني العضلي الفني بنسب متفاوتة، ولكن الخلل في أي من تلك العناصر يقلل من قدرات النجم والفريق في الوصول للهدف، ولذلك أكتب متمنياً أن يجد الأمر اهتمام صانع القرار.

التركيز يعني الحضور الذهني الدائم في كل ثواني المباراة بشكل يسمح للنجم باتخاذ القرارات الصحيحة في المراوغة أو التمرير أو التهديف، ولذلك فإن اللاعب المميز فنياً وبدنياً يفقد تميزه إذا لم يكن حاضراً ذهنياً لأن التوافق الذهني العضلي يعني إرسال الإشارات والأوامر الصحيحة التي تؤدي إلى لعب الكرات الصحيحة، ولعل مشكلة اللاعب السعودي الأولى هي غياب التركيز لأسباب عديدة أهمها:

- عدم الانضباط السلوكي: حيث يلعب السهر ومدمرات الصحة دوراً كبيراً في ضعف القدرات الذهنية للاعب فيتدنى مستواه بتدني قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة،

- الضغوط الجماهيرية والإعلامية: لأن اللاعب إذا بدأ يفكر في ردود أفعال الجماهير والإعلام فإنه يكون غائب الذهن عند اتخاذ القرار الحاسم، فنراه يواجه المرمى ولا يشاهد سوى ردود الأفعال،

- غياب الدور الإداري: فالمطلوب من الإدارة عزل اللاعبين عن الضغوط من ناحية وتوفير البيئة الصحية التي تضمن انضباطهم السلوكي وتحقق لهم الصفاء الذهني الذي يزيد درجة تركيزهم.

- ضعف المدرب: فهو الشخص الأقرب للاعبين وشخصيته الضعيفة تعني تمرد النجوم الكبار وعدم التزامهم بمتطلبات الاحتراف، ولذلك يتناسب تركيز المدرب مع تركيز اللاعبين.

حين يقف النجم أمام المرمى لتنفيذ ركلة الجزاء يحتاج للتركيز لضمان وضع الكرة بين الخشبات بعيداً عن يد حارس المرمى، وحين يخفق فإن درجة تركيزه تكون أقل من الحارس الذي يقف بعيداً عن الضغوط لأنه لا يلام إذا تم تسجيل الركلة وذلك يعطيه أفضلية على منفّذها الذي يلعب تحت الضغط.



تغريدة tweet:

حضرت ورشة عمل في الدوحة عن القيادة الإدارية في الرياضة، وكان أهم المحاضرين أخصائي نفسي من "النرويج" أكد بالأدلة أن الحالة النفسية للاعب تؤثر إيجاباً أو سلباً على أدائه، ويمكن اختصار المحاضرة في أن الحالة الذهنية الإيجابية للاعب تؤدي في الغالب لاتخاذه القرارات الصحيحة التي تنعكس إيجاباً على الأداء، وليتنا نهتم بعلم النفس الرياضي، وعلى منصات التركيز نلتقي،،،