على مدى ثمان سنوات من العمل في الاتحاد الآسيوي حضرت عشرات الاجتماعات وساهمت في صناعة واتخاذ مئات القرارات مع زملائي في اللجان والمكتب التنفيذي، ولكنني لم أواجه قراراً أسهل من "منح الإمارات حق تنظيم كأس آسيا 2019"، حيث كان البون شاسعاً جداً بين الملفين الإماراتي والإيراني فكانت النتيجة حتمية والتصويت بالإجماع بعد ثواني من عرض الملفين فكيف بدأت الحكاية؟
تقدمت "السعودية" قبل الجميع بطلب الاستضافة التي منحت لقطر2011 ولأستراليا 2015 دون منافسة، فكانت المفاجأة أن تقدمت عشر دول أخرى بذات الطلب، وعند ملء الاستبانة الأولى للملف بدأت الدول بالانسحاب عطفاً على المتطلبات الدقيقة لإقامة بطولة عالمية، وبقيت أربعة ملفات للسعودية وتايلاند وإيران والإمارات، وتم استبعاد تايلاند بعد زيارة التفتيش الأولى فيما تم سحب الملف السعودي لأن بعض الجهات الحكومية لم تقدم الضمانات المطلوبة بسبب إجراءات بيروقراطية حول مسؤولية تلك القطاعات عن تلك الضمانات، علماً بأن الاتحاد الآسيوي قد مدد الموعد النهائي أربع مرات لعيون السعودية ولكن.
بقي في السباق ملفين جادين، إيران قدمت ست مدن متباعدة ومختلفة التضاريس والإمكانات لاستضافة المجموعات الست مع الإصرار أن تلعب كل مجموعة في مدينة مما يعني الراحة من التنقل ولكن لا يحقق العدالة بسبب فارق الإمكانات بين المدن، كما أن الفنادق والطرق والمطارات لا ترقى لمستوى البطولة، ناهيك عن الملاعب القديمة والوعد غير المؤكد ببناء أربعة ملاع جديدة فكانت المخاطرة عالية.
الإمارات أعطت مهمة تجهيز الملف للشركة الألمانية التي جهّزت ملف ألمانيا لاستضافة كأس العالم 2006 وجنوب أفريقيا 2010 فكان إعطاء القوس لباريها عنوان النجاح، ولست بحاجة للحديث عن الإمارات التي يقضي فيها المجتمع السعودي معظم إجازاته، ولكنني أضيف أن الإمارات ستضيف ملعباً عالمياً في دبي أتمنى تسميته "ستاد محمد بن راشد" وستضيف لطيران الإمارات راعيين جديدين.
تغريدة tweet :
باختصار ما قام به الأشقاء في الإمارات درس يمكن التعلم منه، فقد أعطوا للمختصين فرصة العمل الاحترافي وتعاون الجميع كفريق واحد يتقاسم المسؤولية ويتبادل المشورة فكان النجاح الحتمي، في حين كان للجهود الفردية والعمل العشوائي نتيجة حتمية هي الفشل الذي سيتكرر لكل من يغيّب صوت العقل والمصلحة العامة ويندفع وراء عواطفه ومصالحه الشخصية، فالرياضة عنوان العمل الجماعي، وعلى منصات التنظيم نلتقي.