|


د.تركي العواد
نجوم الهلال والنصر والعنصرية
2015-05-06
ننظر للبشر بدونية.. نعتقد أن وجودهم فقط لخدمتنا.. الآخرون مجرد كومبارس في فيلم من بطولتنا.. عندما لا نكون في المشهد يسكتون.. يتحولون إلى تماثيل.. لا تعود لهم الحياة إلا بوجودنا.
لن تجد أحدا يقول لك إنك عنصري.. لا أحد يهتم أصلا.. مارس العنصرية كما تشاء يا ابن الأصول.. يا ابن الحسب والنسب.. أنقلها لأبنائك.. أحقنهم بالعنصرية..أحقنهم بالجاهلية.. أنت أفضل الخلق.. أنت أنقاهم نسبا.
مشكلة كبيرة نعاني منها.. متغلغلة في ثقافتنا.. راسخة في جذورنا.. فنحن ننظر لكل البشر باحتقار.. فهذا أسود.. وهذا جنوبي وهذا شمالي.. وذاك نجدي وحجازي..وهذا مسكين متسعود.. بل نحن مبدعون في الطقطقة.. نقلنا العنصرية خارج الحدود.. فهذا مصري وهذا مغربي.. ننظر للعالم كله باحتقار.. حتى الصين واليابان وأمريكا بالنسبة لنا جنسيات درجة رابعة.
لا تهمنا كرامة الإنسان ولا يهمنا تأثير الكلام العنصري على الغير.. نمضي للأمام ولا نفكر أبدا في شيء فعلناه.. لا نندم.. لا نعرف الندم.. لا نفكر في عواقب تصرفاتنا على الآخرين.. لأننا لا نرى الآخرين شيئا.. العالم كله يدور حولنا.. أما بقية البشر فمُسخرين لخدمتنا.
تظهر العنصرية في أقبح صورها في الرياضة .. فكل يوم قضية.. آخرها كلمات العنصرية التي قالها ممدوح بن عبدالرحمن لعدنان جستنيه.. قمة التعالي والنظرة الدونية.
قبلها تجرع النجم ماجد عبدالله من كأس العنصرية.. كنا نسمع العبارات في المدرجات.. نعرفها.. استحي أن أذكرها.. فماجد لا يستحق إلا العبارات الجميلة.
سامي الجابر لم يسلم من وجه العنصرية القبيح.. دخل القائمة القصيرة للنجوم الذين سجلوا في ثلاث نهائيات لكأس العالم ومع هذا يكافئه مدرج كامل بالعنصرية.
اليوم أحمد عيد يعامل بكل عنصرية.. يُضرب برأسه الجدران كما يقول القادح.. ويهددونه في كل لقاء بأنهم من وضعوه.. وبإصبع واحد يستطيعون إسقاطه.. فهو بدونهم لا شيء.. إنها قمة العنصرية.
تحولت العنصرية في السعودية لجزء من اللعبة.. فالأندية تدافع عن عنصرية جماهيريها ومنسوبيها .. بل تشجعهم على العنصرية.. أصبحنا نسمع الجمهور يستخدمها للضغط على الفريق الآخر.
إلى متى تستمر العنصرية؟
نحن في عصر الحزم.. في عصر المساواة والعدل.. لا مكان اليوم للعنصرية.
نحتاج في الرياضة لقانون يجرم العنصرية.. لقانون مفصل يعاقب على العبارات العنصرية.. نحتاج لوقفة صارمة ضد العنصرية.. لعمل جاد لرفع وعي الوسط الرياضي بالوجه القبيح للعنصرية.
"دعوها فإنها مُنتنة" تكفي لكل عاقل.. فرسول الإنسانية والرحمة أمرنا بالترفع عن النعرة الجاهلية.