|


د. حافظ المدلج
أبجديات مهمة
2015-10-24

في كأس العالم 2006 كانت مباراة "السعودية وتونس" في الوقت بدل الضائع ومنتخبنا متقدم بهدفين لهدف، واحتسب الحكم ركلة ركنية على يسار مرمى تونس ركض لها "حسين عبدالغني" قاطعاً أطول مسافة بقطر الملعب، فركض له الكابتن "سامي الجابر" ليمرر له الكرة والمحافظة عليها لكسب الوقت، وكنت مع من كان يصرخ بالملعب: "kill the time"، ولكن "حسين" رفع الكرة فارتدت هجمة على منتخبنا نتج عنها هدف التعادل في الوقت القاتل.
هذا الخطأ في "أبجديات الكرة" تكرر كثيراً مع منتخبنا وأنديتنا التي تستقبل أهدافاً في الوقت القاتل بسبب ضعف التركيز والجهل بأبجديات يعرفها الصغار قبل الكبار، وللتأكيد سألت من شاهد معي لقاء الشقيقين الأهلي الإماراتي والهلال عن الأخطاء التي تسببت في هدف الإقصاء الذي سجِّل بالثواني الأخيرة، فبهرني الصغار بتفنيد خمسة أخطاء كان عدم اقتراف أحدها كفيلاً بعبور الهلال لنهائي آسيا، وإليكم الأخطاء الخمسة:
1) الزوري استلم الكرة بالطرف الأيسر، وأبجديات الكرة أن يذهب بها إلى الكورنر لقتل الوقت عند علم الراية مثلما نشاهد في المباريات الأوروبية دائماً، لكنه اتجه للمنتصف وسلمها للخصم.
2) العابد كان عليه الوقوف أمام الخصم وإجباره على اللعب الجانبي، لكنه ارتكب خطأ غير مبرر.
3) عند تنفيذ الخطأ كان على دفاع الهلال الوقوف على خط الثمانية عشر لإجبار نجوم الأهلي على الوقوف معهم، لكنهم تراجعوا لحلق المرمى مضيقين الخناق على الحارس.
4) كان على الحارس إبعاد الكرة بقبضته لأطراف الملعب، ولكنه لعبها على القوس في أخطر مكان.
5) كان على المحور أن يكون متواجداً على القوس لتشتيت الكرة أو منع تسديدها ولكنه لم يفعل.
هذه "أبجديات مهمة" يعرفها الصغير قبل الكبير ولا تخفى على النجوم ولكنهم في الوقت الحاسم يفتقدون التركيز فيكررون الأخطاء التي حرمت منتخباتنا وأنديتنا من مباريات مهمة غيرت مجرى التاريخ.

تغريدة tweet:
حين يتقدم مانشستر يونايتد بفارق هدف وينتهي الوقت الأصلي والنجم الويلزي "قيقز" في الملعب فإنني أكاد أجزم بأنه سيتكفل بقتل الكرة في الدقائق التي يحتسبها الحكم، حيث يذهب بالكرة إلى علم الراية ويسحب معه ثلاثة من نجوم الخصم ويجبرهم على إخراج الكرة للضربة الركنية أو رمية تماس لأكثر من مرة كأهم أبجديات كرة القدم، وعلى منصات الأبجديات نلتقي.